رغب إلي بعض العاملين في حقلي التنقيب والتحقيق تصحيح الكتاب من ناحية الأسانيد، ومقابلة الأحاديث متونها وألفاظها مع نصوصها المثبوته في معاجم الحديث ومؤلفات المحدثين في الفضائل والمناقب، ووضع فهارس فنية علمية إلى جانب ترجمة الرواة تسهيلا لهم في الوقوف على الرجال والأحاديث الواردة في الكتاب.
والذي أعانني في تصحيح الكتاب وسهل لي الصعاب أن في الكتاب حسنة تذكر لابن الصباغ المالكي أنه على عادة المؤلفين القدماء لا يذكر حديثا إلا عزاه لصاحبه فكنت أرجع إلى نصوصه وأقابلها مع سائر المصادر والنسخ. وكان في كثير من الأحايين مهمة صعبة، وبهذا تمكنت من تقويم عوج الكثير من نصوص الكتاب.
وفي هامش كل صحيفة إشارة إلى مواطن الاقتباس والأخذ من المصادر التي وقعت لدي، ورجعت بأبيات الشعر الواردة فيه إلى دواوين الشعراء المختلفة وبالآيات القرآنية والأحاديث إلى مظانها في المصحف وكتب الحديث، وأخيرا إلى ترجمة الأعلام الواردة في نص الكتاب مع الإشارة إلى مصادر الترجمة وزينته بفهارس مفصلة ليزداد قيمة ويقرب منالا.
وإني أحمد الله سبحانه أن وفقني لإخراجه على هذا النحو فإن، كنت أصبت فالخير أردت وإن تكن الأخرى فحسبي أنني بذلت وسعي حسبما اتسع لي من الوقت ويسرته للقارئ الكريم وجنبته مصاعب كان يتشعب فيها فكره ويتبدد وقته، وأتحت للناقد ان يهجم علي بفكر وعقل نشيط فيستطيع أن يؤدي واجبه في يسر وسهولة.
منهج العمل في الكتاب اعتمدت في تحقيقي للكتاب هذا على أربع نسخ، وهي:
1 - نسخة مصورة كتبت سنة (973 ه) من مكتبة عارف حكمت بالمدينة المنورة، فهي أقدم النسخ الموجودة لدينا وعدد أوراقها 232 تحت رقم (168) 2 / 7072 مذكورة في فهرسها 4 / 255، وقد رمزت لها بحرف (ب)، وهذه النسخة