الفصول المهمة في معرفة الأئمة - ابن الصباغ - ج ١ - الصفحة ٢٨١
فصل في ذكر شيء من شجاعته (1) أما شجاعته فكانت ظاهرة على أعطافه، مشهورة (2) معروفة من نعوته وأوصافه، وأول ذلك: أن النبي (صلى الله عليه وآله) لما بايع طائفة من الأنصار بيعة العقبة الأولى (3) وكانوا

(١) إن أرفع درجات الإيثار هي إيثاره (عليه السلام) بنفسه حفاظا على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فإنه آثر بها في موارد كثيرة لسنا بصدد بيانها، وما أحسن المرء أن يجود بنفسه من أجل غيره، ويؤثر الآخرين على نفسه كما وصفه سبحانه وتعالى (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة) (الحشر: ٩) وغيرها من الآيات كما يأتي بحثها إن شاء الله تعالى.
(٢) في (ج): معلومة.
(٣) البيعة لغة: صفق اليد على اليد، وهي علامة على وجوب البيع، وأصبحت في الإسلام علامة معاهدة المبايع المبايع له أن يبذل له الطاعة في ما تقرر بينهما. ويقال: بايعه عليه مبايعة: عاهده عليه. وقد ورد في القرآن الكريم قوله (إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما) (الفتح: 10).
إن أول بيعة في الاسلام هي بيعة العقبة الأولى، أخبر عنها عبادة بن الصامت وقال: وافى موسم الحج من الأنصار اثنا عشر رجلا ممن أسلم منهم في المدينة وقال عبادة: بايعنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) بيعة النساء وذلك قبل أن يفترض علينا الحرب، على أن لا نشرك بالله شيئا، ولا نسرق، ولا نزنى، ولا نقتل أولادنا، ولا نأتي ببهتان نفتريه من بين أيدينا وأرجلنا، ولا نعصيه في معروف، فإن وفيتم فلكم الجنة، وإن غشيتم من ذلك شيئا فأخذتم بحده في الدنيا فهو كفارة له، وإن سترتم عليه إلى يوم القيامة فأمركم إلى الله عزوجل، إن شاء عذب، وإن شاء غفر. (انظر سيرة ابن هشام: 2 / 40 - 42).
أما ابن الأثير في: 2 / 67 ذكر في الهامش تعليقا على سيرة ابن هشام بأنهم سبعة وسابعهم عقبة بن عامر. ومنهم أسعد بن زرارة بن عدس أبو أمامة، وعوف بن الحرث بن رفاعة وهو ابن عفراء، كلاهما من بني النجار، ورافع بن مالك بن عجلان، وعامر بن عبد حارثة بن ثعلبة بن غنم، وكلاهما من بني زريق، وقطبه بن عامر بن حديدة بن سواد من بني سلمة، وعقبة بن عامر بن نائي من بني غنم، وجابر ابن عبد الله بن رياب من بني عبيدة.
أما البيعة الثانية الكبرى بالعقبة. فسيأتي بيانها بعد قليل إن شاء الله.
أما البيعة الثالثة وهي التي تسمى ببيعة الرضوان، أو بيعة الشجرة. فسيأتي بيانها أيضا.
(٢٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 274 275 275 279 280 281 282 283 284 285 286 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 7
2 مقدمة التحقيق 9
3 ترجمة المؤلف 15
4 ممن اشتهر بابن الصباغ 16
5 مكانته العلمية 17
6 شيوخه 20
7 تلاميذه الآخذون منه والراوون عنه 21
8 آثاره العلمية 21
9 شهرة الكتاب 24
10 مصادر الكتاب 25
11 رواة الأحاديث من الصحابة 38
12 مشاهير المحدثين 46
13 مخطوطات الكتاب 54
14 طبعاته 57
15 منهج العمل في الكتاب 58
16 شكر و تقدير 60
17 مقدمة المؤلف 71
18 ] من هم أهل البيت؟ [ 113
19 في المباهلة 113
20 تنبيه على ذكر شيء مما جاء في فضلهم وفضل محبتهم (عليهم السلام) 141
21 الفصل الأول: في ذكر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه 163
22 فصل: في ذكر ام علي كرم الله وجهه 177
23 فصل: في تربية النبي (صلى الله عليه وسلم) له (عليه السلام) 181
24 فصل: في ذكر شيء من علومه (عليه السلام) 195
25 فصل: في محبة الله ورسوله (صلى الله عليه وآله) له (عليه السلام) 207
26 فصل: في مؤاخاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) له (عليه السلام) 219
27 فصل: في ذكر شيء من شجاعته (عليه السلام) 281
28 فائدة 533
29 فصل: في ذكر شيء من كلماته الرائعة 537
30 فصل: أيضا في ذكر شيء من كلماته 549
31 فصل: في ذكر شيء يسير من بديع نظمه ومحاسن كلامه (عليه السلام) 561
32 فصل: في ذكر مناقبه الحسنة (عليه السلام) 567
33 فصل: في صفته الجميلة وأوصافه الجليلة (عليه السلام) 597
34 فصل: في ذكر كنيته ولقبه وغير ذلك مما يتصل به (عليه السلام) 605
35 فصل: في مقتله ومدة عمره وخلافته (عليه السلام) 609
36 فصل: في ذكر أولاده عليه وعليهم السلام 641
37 فصل: في ذكر البتول 649