الفصول المهمة في معرفة الأئمة - ابن الصباغ - ج ١ - الصفحة ٢٦٣

الدين والدنيا، وأنه لا اختيار لهم معه، وهل هذا إلا معنى الإمامة والرئاسة العامة؟ (بحار الأنوار: ٣٧ / ٢٤٤).
? وقال الشيخ الطوسي في رسالة المفصح المطبوعة:
وإذا ثبت أن معنى قوله (صلى الله عليه وآله) " من كنت مولاه " أي من كنت أولى به وكان أولى بنا (عليه السلام) من حيث كان مفترض الطاعة علينا وجب علينا امتثال أمره ونهيه، ومتى جعل هذه المنزلة لأمير المؤمنين (عليه السلام) دل على أنه إمام لأن فرض الطاعة بلا خلاف لا يجب إلا لنبي أو إمام، وإذا علمنا أنه لم يكن نبيا ثبت أنه إمام.
(الرسائل العشر: ١٣٦).
? وقال أبو الصلاح الحلبي في تقريب المعارف: ١٥١ و ١٥٣:
وأما خبر الغدير فدال على إمامته (عليه السلام) من وجهين: أحدهما أنه صلوات الله عليه قرر المخاطبين بما له عليهم من فرض الطاعة بقوله: " ألست أولى بكم منكم بأنفسكم " فلما أقروا قال عاطفا من غير فصل بحرف التعقيب: " فمن كنت مولاه فعلي مولاه " وذلك يقتضي كون علي (عليه السلام) مشاركا له صلوات الله عليه وآله في كونه أولى بالخلق من أنفسهم، وذلك مقتض لفرض طاعته عليهم، وثبوتها على هذا الوجه يفيد إمامته بغير شبهة...
وأما إفادة الأولى للإمامة فظاهر، لأن حقيقة الأولى: الأملك بالتصرف، الأحق بالتدبير، يقولون:
فلان أولى بالدم وبالمرأة وباليتيم وبالأمر، بمعنى الأحق الأملك; فإذا حصل هذا المعنى بين شخص وجماعة اقتضى كونه مفترض الطاعة عليهم من حيث كان أولى بهم من أنفسهم في تقديم مراداته وإن كرهوا، واجتناب مكروهاته وإن أرادوا، وعلى هذا خرج قوله تعالى: (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم)، وعليه قررهم (صلى الله عليه وآله)، وإذا وجب مثله للمنصوص عليه به وجبت طاعته على الوجه الذي كان له (عليه السلام)، ووجوبها على هذا الوجه يقتضي إمامته بغير نزاع. (تقريب المعارف: ١٥١ و ١٥٣).
? وقال السيد الفيروزآبادي في فضائل الخمسة:
مما يؤكد أن النبي (صلى الله عليه وآله) قد استخلف عليا بفعله وقوله ذلك، وعينه إماما للناس من بعده، فضاق بذلك صدر الحارث بن النعمان فاعترض على النبي (صلى الله عليه وآله) فأجابه (صلى الله عليه وآله) بأنه من الله، فلم ير الحارث بدا إلا أن يدعو على نفسه، فدعا ونزل العذاب عليه حتى أهلكه الله، فلو كان مقصود النبي (صلى الله عليه وآله) هو تبليغ الناس أن من كنت محبه أو ناصره أو نحو ذلك فعلي كذلك لم يكن الأمر ذا أهمية بهذه المثابة حتى يضيق صدر الحارث بذلك ويدعو على نفسه ويهلكه الله. (فضائل الخمسة: ١ / ٤٤٧ - ٤٤٨).
? وقال السيد شرف الدين في المراجعات أيضا:
ولا نحتج عليهم إلا بما جاء من طريقهم كحديث الغدير ونحوه، على أنا تتبعنا ما انفرد به القوم من أحاديث الفضائل فما وجدنا فيه شيئا من المعارضة، ولا فيه أي دلالة على الخلافة، ولذلك لم يستند إليه في خلافة الخلفاء الثلاثة أحد. (المراجعات: ٢٥٩ المراجعة ٥٢).
? وقال الشيخ الأميني في الغدير بعد البحث في صحة خبر الغدير:
وأما دلالته على إمامة مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) فإنا مهما شككنا في شيء فلا نشك في أن لفظة " المولى " سواء كانت نصا في المعنى الذي نحاوله بالوضع اللغوي أو مجملة في مفادها لاشتراكها بين معان جمة، وسواء كانت عرية عن القرائن لإثبات ما ندعيه من معنى الإمامة أو محتفة بها فإنها في المقام لا تدل إلا على ذلك لفهم من وعاه من الحضور في ذلك المحتشد العظيم، ومن بلغه النبأ بعد حين ممن يحتج بقوله في اللغة من غير نكير بينهم، وتتابع هذا الفهم فيمن بعدهم من الشعراء ورجالات الأدب حتى عصرنا الحاضر، وذلك حجة قاطعة في المعنى المراد. (الغدير: ١ / ٣٤٠).
كما يقول في نفس المصدر:
ومن العجب تأويل هذا الحديث وهو نص في الإمامة ووجوب الطاعة، ويشهد العقل السليم بفساد ذلك التأويل; كما يأباه الحال والمقام وقوله (صلى الله عليه وآله): " ألست أولى منكم بأنفسكم " بعد نزول قوله تعالى:
(يا أيها الرسول...) وأمثال ذلك!! فغفل أصحاب التأويل من معنى قول أبي الطيب:
وهبني قلت: هذا الصبح ليل * أيعشى العالمون عن الضياء؟
? ونزيد هذا بيانا للعلامة المجلسي - وهو مبني على تقدير كون المولى بمعنى المحب والناصر - (الغدير: ١١ / ٢١٨). حيث يقول (رحمه الله):
وأيضا نقول: على تقدير أن يراد به المحب والناصر أيضا يدل على إمامته (عليه السلام) عند ذوي العقول المستقيمة والفطرة القويمة بقرائن الحال، فإنا لو فرضنا أن أحدا من الملوك جمع عند قرب وفاته جميع عسكره وأخذ بيد رجل هو أقرب أقاربه وأخص الخلق به وقال: من كنت محبه وناصره فهذا محبه وناصره ثم دعا لمن نصره ووالاه ولعن من خذله ولم يواله، ثم لم يقل هذا لأحد غيره ولم يعين لخلافته رجلا سواه. فهل يفهم أحد من رعيته ومن حضر ذلك المجلس إلا أنه يريد بذلك استخلافه وتطميع الناس في نصره ومحبته وحث الناس على إطاعته وقبول أمره ونصرته على عدوه؟ (بحار الأنوار: ٣٧ / ٢٤٢).
كما قال ما يشابه ذلك الشيخ الأميني في الغدير: ١ / ٣٦٥ - ٣٦٦ فراجع إن شئت.
? وقال السيد شرف الدين - جوابا لكلام ابن حجر في الصواعق: إن عليا كان إماما بحكم حديث الغدير، ولكن كان مبدأ إمامته بيعة الأمة له -:
وأنت - نصر الله بك الحق - تعلم أن لو تمت فلسفة ابن حجر وأتباعه في حديث الغدير لكان النبي (صلى الله عليه وآله) كالعابث يومئذ في هممه وعزائمه - والعياذ بالله - الهاذي في أقواله وأفعاله - وحاشا لله - إذ لا يكون له - بناء على فلسفتهم - مقصد يتوخاه في ذلك الموقف الرهيب، سوى بيان أن عليا بعد وجود عقد البيعة له بالخلافة يكون أولى بها، وهذا معنى تضحك من بيانه السفهاء، فضلا عن العقلاء، لا يمتاز - عندهم - أمير المؤمنين به على غيره، ولا يختص فيه - على رأيهم - واحد من المسلمين دون الآخر، لأن كل من وجد عقد البيعة له كان - عندهم - أولى بها، فعلي وغيره من سائر الصحابة والمسلمين في ذلك شرع سواء، فما الفضيلة التي أراد النبي (صلى الله عليه وآله)، يومئذ أن يختص بها عليا دون غيره من أهل السوابق إذا تمت فلسفتهم يا مسلمون؟ أما قولهم بأن أولوية علي بالإمامة لو لم تكن مآلية لكان هو الإمام مع وجود النبي (صلى الله عليه وآله)، فتمويه عجيب وتضليل غريب، وتغافل عن عهود كل من الأنبياء والخلفاء والملوك والأمراء إلى من بعدهم، وتجاهل بما يدل عليه حديث: " أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي " وتناس لقوله (صلى الله عليه وآله) في حديث الدار يوم الإنذار: " فاسمعوا له وأطيعوا " ونحو ذلك من السنن المتظافرة. على أنا لو سلمنا بأن أولوية علي بالإمامة لا يمكن أن تكون حالية لوجود النبي (صلى الله عليه وآله) فلابد أن تكون بعد وفاته بلا فصل، عملا بالقاعدة المقررة عند الجميع، أعني حمل اللفظ - عند تعذر الحقيقة - على أقرب المجازات إليها كما لا يخفى. (المراجعات: ٢٨٣ - ٢٨٤ المراجعة ٦٠).
وانظر المعيار والموازنة: ٢١٠ - ٢١٢، والرسائل العشر: ١٣٣ - ١٣٨، تقريب المعارف: ١٥١ - ١٥٨، وكشف الغمة: ١ / ٦٢، وإعلام الورى: ١٦٩ - ١٧٠، وكشف المراد: ٣٩٦ و ٤١٩ - ٤٢٠، والطرائف: ١٣٩ - ١٤٢، واللوامع الإلهية: ٢٧٨، والصراط المستقيم: ١ / ٣٠٠، وحق اليقين: ١ / ٢٥٥، وفضائل الخمسة: ١ / ٣٥٦ - ٤٤٣، والمراجعات: ٢٦٤ و ٢٧٨، ومعالم المدرستين: ١ / 145.
(٢٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 245 245 262 263 263 263 263 274 275 275 279 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 7
2 مقدمة التحقيق 9
3 ترجمة المؤلف 15
4 ممن اشتهر بابن الصباغ 16
5 مكانته العلمية 17
6 شيوخه 20
7 تلاميذه الآخذون منه والراوون عنه 21
8 آثاره العلمية 21
9 شهرة الكتاب 24
10 مصادر الكتاب 25
11 رواة الأحاديث من الصحابة 38
12 مشاهير المحدثين 46
13 مخطوطات الكتاب 54
14 طبعاته 57
15 منهج العمل في الكتاب 58
16 شكر و تقدير 60
17 مقدمة المؤلف 71
18 ] من هم أهل البيت؟ [ 113
19 في المباهلة 113
20 تنبيه على ذكر شيء مما جاء في فضلهم وفضل محبتهم (عليهم السلام) 141
21 الفصل الأول: في ذكر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه 163
22 فصل: في ذكر ام علي كرم الله وجهه 177
23 فصل: في تربية النبي (صلى الله عليه وسلم) له (عليه السلام) 181
24 فصل: في ذكر شيء من علومه (عليه السلام) 195
25 فصل: في محبة الله ورسوله (صلى الله عليه وآله) له (عليه السلام) 207
26 فصل: في مؤاخاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) له (عليه السلام) 219
27 فصل: في ذكر شيء من شجاعته (عليه السلام) 281
28 فائدة 533
29 فصل: في ذكر شيء من كلماته الرائعة 537
30 فصل: أيضا في ذكر شيء من كلماته 549
31 فصل: في ذكر شيء يسير من بديع نظمه ومحاسن كلامه (عليه السلام) 561
32 فصل: في ذكر مناقبه الحسنة (عليه السلام) 567
33 فصل: في صفته الجميلة وأوصافه الجليلة (عليه السلام) 597
34 فصل: في ذكر كنيته ولقبه وغير ذلك مما يتصل به (عليه السلام) 605
35 فصل: في مقتله ومدة عمره وخلافته (عليه السلام) 609
36 فصل: في ذكر أولاده عليه وعليهم السلام 641
37 فصل: في ذكر البتول 649