الفصول المهمة في معرفة الأئمة - ابن الصباغ - ج ١ - الصفحة ٢٨٥
يشركون بالله شيئا، ولا يسرقون، ولا يزنون، ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق، ولا يأتون ببهتان يفترونه بين أيديهم وأرجلهم، ولا يعصونه في معروف، فقالوا: يا رسول الله، إن تركنا من هذه الشرائع واحدة ماذا يكون؟ فقال النبي: يكون الأمر في ذلك إلى الله عزوجل: إن شاء عفا وإن شاء عذب. فقالوا: رضينا يا رسول الله فابعث معنا رجلا من أصحابك يقرأ علينا القرآن، ويعلمنا شرائع الإسلام، فبعث معهم النبي (صلى الله عليه وآله) مصعب بن عمير (1) بن هاشم ليقرئهم القرآن ويعلمهم شرائع الإسلام، والناس يؤمنون الواحد بعد الواحد، والرجل بعد الرجل، والمرأة بعد المرأة.
فلما كان في العام الثالث (2) - وهي (3) البيعة الأخيرة التي بايعه فيها منهم ثلاثة وسبعون رجلا وامرأتان - بايعوا رسول الله (صلى الله عليه وآله) على أن يمنعوه مما يمنعون نساءهم وأبناءهم وأنفسهم، فاختار رسول الله (صلى الله عليه وآله) منهم اثني عشر نقيبا، وانصرفوا إلى المدينة، فصار كلما اشتد البلاء على المؤمنين بمكة يستأذنون رسول الله (صلى الله عليه وآله) في

(١) في (أ): عمرو.
(٢) هذه هي البيعة الثانية التي يقصدها المصنف والتي تمت في دار عبد المطلب عند العقبة، وفيها أن يصبروا على حر السيوف، واختار رسول الله (صلى الله عليه وآله) منهم اثنا عشر نقيبا، تسعة من الخزرج منهم: أسعد بن زرارة والبراء بن معرور، وثلاثة من الأوس وهم: أبو الهيثم بن التيهان، وأسيد بن حضير، وسعد بن خيثمة (انظر سيرة ابن هشام: ٢ / ٤٩، المناقب لابن شهرآشوب: 1 / 181، البحار: 19 / 8، الكامل لابن الأثير: 2 / 98).
هذا، وتوجد روايات كثيرة وردت في البيعة وطاعة الامام. فمنها رواية ابن عمر (كما جاء في صحيح البخاري باب البيعة ح 5، وصحيح مسلم أيضا باب البيعة ح 90) قال ابن عمر: كنا نبايع رسول الله (صلى الله عليه وآله) على السمع والطاعة ثم يقول لنا " فيما استطعت " وفي رواية الإمام علي (عليه السلام) " ما استطعتم " وفي رواية أخرى " قل: في ما استطعت " وروى الهرماس بن زياد قال: مددت يدي إلى النبي (صلى الله عليه وآله) وأنا غلام ليبايعني، فلم يبايعني " وفي صحيح مسلم: ح 1839 وسنن ابن ماجة: ح 2863 و 2865 ومسند أحمد: و: 1 / 400، و: 2 / 17 و 142، و: 5 / 325 عن ابن عمر قال: قال (صلى الله عليه وآله): على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره، إلا أن يؤمر بمعصية فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة. وفي وتهذيب ابن عساكر: 7 / 215 " لا تضلوا بربكم " عن عبادة بن الصامت.
(3) في (د): ومن.
(٢٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 280 281 282 283 284 285 286 287 288 289 290 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 7
2 مقدمة التحقيق 9
3 ترجمة المؤلف 15
4 ممن اشتهر بابن الصباغ 16
5 مكانته العلمية 17
6 شيوخه 20
7 تلاميذه الآخذون منه والراوون عنه 21
8 آثاره العلمية 21
9 شهرة الكتاب 24
10 مصادر الكتاب 25
11 رواة الأحاديث من الصحابة 38
12 مشاهير المحدثين 46
13 مخطوطات الكتاب 54
14 طبعاته 57
15 منهج العمل في الكتاب 58
16 شكر و تقدير 60
17 مقدمة المؤلف 71
18 ] من هم أهل البيت؟ [ 113
19 في المباهلة 113
20 تنبيه على ذكر شيء مما جاء في فضلهم وفضل محبتهم (عليهم السلام) 141
21 الفصل الأول: في ذكر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه 163
22 فصل: في ذكر ام علي كرم الله وجهه 177
23 فصل: في تربية النبي (صلى الله عليه وسلم) له (عليه السلام) 181
24 فصل: في ذكر شيء من علومه (عليه السلام) 195
25 فصل: في محبة الله ورسوله (صلى الله عليه وآله) له (عليه السلام) 207
26 فصل: في مؤاخاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) له (عليه السلام) 219
27 فصل: في ذكر شيء من شجاعته (عليه السلام) 281
28 فائدة 533
29 فصل: في ذكر شيء من كلماته الرائعة 537
30 فصل: أيضا في ذكر شيء من كلماته 549
31 فصل: في ذكر شيء يسير من بديع نظمه ومحاسن كلامه (عليه السلام) 561
32 فصل: في ذكر مناقبه الحسنة (عليه السلام) 567
33 فصل: في صفته الجميلة وأوصافه الجليلة (عليه السلام) 597
34 فصل: في ذكر كنيته ولقبه وغير ذلك مما يتصل به (عليه السلام) 605
35 فصل: في مقتله ومدة عمره وخلافته (عليه السلام) 609
36 فصل: في ذكر أولاده عليه وعليهم السلام 641
37 فصل: في ذكر البتول 649