وهذا الحديث قال الإمام أحمد فيه: إن طرقه مضطربة، وقال الدارقطني: كل أسانيده مضطربة ليس فيها صحيح، وقال البيهقي: روي من أوجه كلها ضعيفة.
وأحسن طرقه يدل على أن ذلك كان في النوم، ويدل على ذلك أنه روي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أنه صلى الله عليه وسلم قال: (1) (أتاني آت في أحسن صورة، فقال: فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: لا أدري، فوضع كفيه بين كتفي، فوجدت بردها بين ثديي، فعرفت كل شئ يسألني عنه).
وروي من حديث ثوبان رضي الله عنه قال (2): (خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد صلاة الصبح، فقال: إن ربي أتاني الليلة في أحسن صورة، فقال لي: يا محمد فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت لا أعلم يا رب، فوضع كفه بين كتفي حتى وجدت برد أنامله في صدري، فتجلى لي ما بين السماء والأرض) (3).
وروي من وجوه كثيرة، فهي أحاديث مختلفة، وليس فيها ما يثبت.
مع أن عبد الرحمن لم يسمعه من النبي صلى الله عليه وسلم.
وعلى وجه التنزل فالمعنى راجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالمعنى رأيته على أحسن صفاته، أي من الإقبال والرضا ونحو ذلك، لأن الصورة يعبر بها ويراد الصفة.
كما في حديث (خلق الله آدم على صورته) (4).
تقول: هذه صورة هذا الأمر، أي صفته، فيكون المعنى خلق الله آدم على