دفع الشبه عن الرسول (ص) - الحصني الدمشقي - الصفحة ٢١٧
نار وجدي بحبه في ازدياد * وغرامي به تزايد جدا كلما رمت أن نفسي عنه * تتسلى أبت ولا تتهدى وتراها إذا ترنم حاد * برباها تذوب شوقا ووجدا لا تلمها إذا بدت بحنين * وأنين يقد ذا القلب قدا فلها معهد وأنس قديم * ليس يفنى وإن تطاول عهدا كان الصديق رضي الله عنه من المشغوفين بمحبة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
قال سيف بن عمر: وكان سبب موت الصديق رضي الله عنه وفاة رسول الله صلى الله عيه وآله وسلم، كمدا عليه، فما زال جسمه يتحرق حتى مات.
والكمد الحزن المكتوم كنت السواد لناظري * وعليك كنت أحاذر من شاء بعدك فليمت * فعليك يبكي الناظر (1)

(1) أحفظ هذين البيتين هكذا:
كنت السواد لناظري * فعمى عليك الناظر من شاء بعدك فليمت * فعليك كنت أحاذر وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد سيد العالمين وعلى آله خير أمة أخرجت للناس، وعلى تابعيهم بإحسان إلى يوم الدين.
انتهت هذه التعليقات في اليوم الثامن عشر من شهر رجب سنة (1350 ه‍) على يد كاتبها، الذي يرجو قارئها دعوة صالحة إن رأى فيها خيرا، ونحن جميعا نبتهل إلى ربنا الغفور الرحيم الشكور الكريم، أن يفرغ غيوث رحماته وكراماته على جدث يضم هذا الرجل الغيور على دينه، القائم في نصره كالأسد يذود عن عرينه، الإمام أبا بكر تقي الدين الحصني، وأن يجمعنا معه في دار كرامته {يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم} آمين.
والحمد لله على إحسانه وإفضاله، والصلاة على محمد وآله، ونسأله العفو بكرمه وجلاله إنه ذو الجلال والإكرام.
(٢١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 » »»
الفهرست