وساق كمال الدين حديث قتله قريبا مما أورده فخر خوارزم.
وقال فخرج في تلك الليلة وفي داره أوز فلما صار في صحن الدار تصايح في وجهه فقال عليه السلام صوايح تتبعها نوايح وقيل صوارخ فقال ابنه الحسن عليهما السلام ما هذه الطيرة؟ فقال يا بنى لم أتطير ولكن قلبي يشهد أني مقتول وقال إنه ضربه وقد استفتح وقرأ وسجد سجدة فضربه على رأسه فوقعت الضربة على ضربة عمرو بن ود يوم الخندق بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال ابن طلحة فلما مات عليه السلام غسله الحسن والحسين ومحمد يصب الماء ثم كفن وحنط وحمل ودفن في جوف الليل بالغري وقيل بين منزله والجامع الأعظم والله أعلم.
قال وإذا كانت مدة عمره عليه السلام خمسا وستين سنة على ما ظهر فاعلم منحك الله بألطاف تأييده انه عليه السلام كان بمكة مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من أول عمره خمسا وعشرين سنة فمنها بعد المبعث والنبوة ثلاث عشرة سنة وقبلها اثنى عشرة سنة ثم هاجر وأقام مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالمدينة إلى أن توفى عشر سنين ثم بقى بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن قتل ثلاثين سنة فذلك خمس وستون (سنة آخر كلامه).
وقال الشيخ المفيد رضي الله عنه قريبا مما ذكره ابن طلحة رحمه الله والخوارزمي وزاد على ما أورده انهم كانوا قبل ذلك ألقوا إلى الأشعث بن قيس ما في نفوسهم من العزيمة على قتل أمير المؤمنين وواطأهم عليه وحضر الأشعث بن قيس في تلك الليلة لمعونتهم على ما اجتمعوا عليه وكان حجر بن عدي رحمه الله في تلك الليلة بائتا في المسجد فسمع الأشعث يقول لابن ملجم النجا النجا بحاجتك فقد فضحك الصبح فأحس حجر بما أراد الأشعث فقال له قتلته يا أعور وخرج مبادرا ليمضي إلى أمير المؤمنين ليخبره الخبر ويحذره