فلم أر مهرا ساقه ذو سماحة * * كمهر قطام من فصيح وأعجم ثلاثة آلاف وعبد وقينة * * وضرب على بالحسام المصمم فلا مهر أغلى من على وان غلا * * ولا قتل إلا دون قتل ابن ملجم.
وذكرت بهذه الأبيات قول القائل:
فلا غرو للأشراف قد عبثت بها * * ذئاب الأعادي من فصيح وأعجم فحربة وحشى سقت حمزة الردى * * وحتف على من حسام ابن ملجم.
وذكر الشيخ كمال الدين بن طلحة رحمه الله في كتاب مناقبه قال قد تقدم القول في ولادته وبيان وقتها وإذا كان مبدأ عمره مضبوطا وهو الطرف الأول وكان آخر عمره مضبوطا وهو الطرف الثاني يستلزم ذلك ظهور مقدار مدة عمره وقد صح النقل أنه عليه السلام ضربه عبد الرحمان بن ملجم ليلة الجمعة لكن قيل لسبع عشرة ليلة خلت من رمضان وقيل لتسعة عشر ليلة وقد نقله جماعة وقيل ليلة الحادي والعشرين من شهر رمضان وقيل ليلة الثالث والعشرين منه ومات ليلة الأحد ثالث ليلة ضرب من سنة أربعين للهجرة فيكون عمره خمسا وستين سنة وقيل بل كان ثلاثا وستين وقيل بل ثمان وخمسين سنة وقيل بل كان سبعا وخمسين سنة وأصح هذه الأقوال هو القول الأول فإنه يعضده ما نقل عن معروف رضي الله عنه قال سمعت من أبي جعفر محمد بن علي الرضا سلام الله عليهما يقول قتل علي بن أبي طالب وله خمس وستون سنة فهذه مدة عمره.
وأما تفصيل قتله فقد نقل أنه عليه السلام لما فرغ من قتل الخوارج وأخذ في الرجوع إلى الكوفة سبقه عبد الرحمان بن ملجم إلى الكوفة يبشر أهلها بهلاك الشراة الخوارج فمر بدار من دور الكوفة فيها جمع فخرج منها نسوة فرأى فيهن امرأة يقال لها قطام بنت الأصبغ التميمي بها مسحة من حسن فأحبها