بجمع هذا الكتاب عزمت على أن أمدح كل واحد من الأئمة عليهم السلام بقصيدة لا لأنها تزيد أقدارهم أو ترفع منارهم فهم أعلى رتبة وأسمى مكانة من أن يزيد هم مجدا على مجدهم الأثيل أو شرفا على شرفهم الأصيل ولكن كان جهد المقل ونصرة من تعذرت عليه النصرة باليد ولأني أحببت أن أخلد لي ذكرا بذكرهم وحمدهم وأنبه على أنى عبدهم بل عبد عبدهم فلما انتهيت إلى أخبار الحسين عليه السلام وأثبت تينك القصيدتين خطر أنك قلتهما قديما والثواب عليهما حصل أولا ولا بد الآن من قصيدة وفق ما عزمت عليه فسمحت القريحة بهذه القطعة مع بعد عهد بالشعر وعمله ومن الله أستمد التوفيق فيما أبتغيه والإعانة على ما يختاره ويرتضيه وهي يا ابن بنت النبي دعوة عبد * مخلص في ولائه لا يحول لكم محض وده وعلى * أعدائكم سيف نطقه مسلول أنتم عونه وعروته الوثقى * إذا انكسر الخليل الخليل وإليكم ينضي ركاب الأماني * فلها نحوكم سرى وذميل كرمت منكم وطابت فروع * وزكت منكم وطابت أصول فليوث إذا دعوا لنزال * وغيوث إذا دعاهم نزيل المجيرون من صروف الليالي * والمنيلين حين عز المنيل شرف شايع وفضل شهير * وعلاء سام ومجد أثيل وحلوم عن الجناة وعفو * وندى فايض ورأى أصيل لي فيكم عقيدة وولاء * لاح لي فيهما وقام الدليل لم أقلد فيكم وكيف وقد شا * ركني في ولائكم جبرئيل جزتم رتبة المديح جلالا * وكفاكم عن مدحي التنزيل غير إنا نقول ودا وحبا * لا على قدركم فذاك جليل
(٢٨٤)