عليهما السلام غسله وتكفينه ودفنه عند جدته فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف عليه السلام بالبقيع.
قال فصل فمن الأخبار التي جاءت بوفاته عليه السلام ما ذكرناه من دس معاوية إلى جعدة فسمته فسوغها المال ولم تزوجها من يزيد فخلف عليها رجل من آل طلحة فأولدها فكان إذا وقع بينهم وبين بطون قريش كلام عيروهم فقالوا يا بنى مسمة الأزواج وروى مرفوعا إلى ابن إسحاق قال كنت مع الحسن والحسين عليهما السلام في الدار فدخل الحسن عليه السلام المخرج ثم خرج فقال لقد سقيت السم مرارا فما سقيته مثل هذه المرة ولقد لفظت قطعة من كبدي فجعلت أقلبها بعود كان معي فقال له الحسين عليه السلام من سقاك؟ فقال وما تريد منه؟ ان يكن هو فالله أشد نقمه وان لم يكن هو فما أحب أن يؤخذ بي برئ.
وروى عبد الله بن إبراهيم عن زياد بن المخارقي قال لما حضرت الحسن عليه السلام الوفاة استدعى الحسين بن علي عليهما السلام فقال له يا أخي إني مفارقك ولاحق بربي عز وجل وقد سقيت السم ورميت بكبدي في الطست وإني لعارف بمن سقاني السم ومن أين دهيت وأنا أخاصمه إلى الله عز وجل فبحقي عليك ان تكلمت في ذلك بشئ فإذا قضيت نحبي فغمضني وغسلني وكفني واحملني على سريري إلى قبر جدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأجدد به عهدا ثم ردني إلى قبر جدتي فاطمة رحمة الله عليها فادفني هناك وستعلم يا بن أم ان القوم يظنون انكم تريدون دفني عنى جدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيجلبون في منعكم من ذلك وبالله أقسم عليك أن تهريق في أمرى محجمة دم ثم وصى إليه عليهما السلام بأهله وولده وتركاته وما كان وصى به إليه أمير المؤمنين عليه السلام حين استخلفه وأهله لمقامه ودل شيعته على استخلافه ونصبه لهم علما من بعده