وشمس الظهيرة تشوى شواه وأخمصه تصافح ثرى ممشاه وعذاب عر عريه قد عراه وطول طواه قد أضعف بطنه وطواه وهو حامل جر مملوءا ماءا على مطاه وحاله يعطف عليه القلوب القاسية عند مرآه فاستوقف الحسن عليه السلام وقال يا ابن رسول الله انصفني فقال عليه السلام في أي شئ فقال جدك يقول الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر وأنت مؤمن وأنا كافر فما أرى الدنيا إلا جنة لك تتنعم بها وتستلذ فيها وما أراها إلا سجنا لي قد أهلكني ضرها وأتلفني فقرها فلما سمع الحسن عليه السلام كلامه أشرق عليه نور التأييد واستخرج الجواب بفهمه من خزانة علمه وأوضح اليهودي خط ظنه وخطل زعمه وقال يا شيخ لو نظرت إلى ما أعد الله لي وللمؤمنين في الدار الآخرة مما لا عين رأت ولا أذن سمعت لعلمت إني قبل انتقالي إليه في هذه الدنيا في سجن ضنك ولو نظرت إلى ما أعد الله لك ولكل كافر في الدار الآخرة من سعير نار الجحيم ونكال عذاب المقيم لرأيت انك قبل مصيرك إليه الآن في جنة واسعة ونعمة جامعة فانظر إلى هذا الجواب الصادع بالصواب كيف قد تفجرت بمستعذبه عيون علمه وأينعت بمستغربه فنون فهمه فيا له جوابا ما امتنه وصوابا ما أبينه وخطابا ما أحسنه صدر عن علم مقتبس من مشكاة نور النبوة وتأييد موروث من آثار معالم الرسالة هذا آخر كلام ابن طلحة نقلت من كتاب معالم العترة الطاهرة للجنابذي رحمة الله عليه عن عقبه ابن الحرث قال مر النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع أبي بكر رضي الله عنه إذ رأى الحسن ابن علي عليه السلام وهو يلعب فأخذه فحمله على عاتقه فقال بأبي شبه النبي لا شبيها بعلي قال وعلي عليه السلام يتبسم
(١٦٧)