غوائله إلا خاصة من شيعته وشيعة أبيه عليهما السلام وهم جماعة لا يقومون بحرب أهل الشام.
فكتب إلى معاوية في الهدنة والصلح فأنفذ إليه كتب أصحابه التي ضمنوا فيها الفتك به وتسليمه إليه واشترط في إجابته إلى الصلح شروطا كثيرة وعقد له عقودا كان في الوفاء بها مصالح شاملة فلم يثق به الحسن عليه السلام وعلم احتياله واغتياله غير أنه لم يجد بدا من إجابته إلى ما التمس من ترك الحرب وإنفاذ الهدنة لما كان من ضعف بصائر أصحابه في حقه والفساد عليه ومخالفته واستحلال كثير منهم دمه وتسليمه إلى خصمه وخذلان ابن عمه له ومصيره إلى عدوه وميلهم جميعا إلى الدنيا وعاجلها.
فتوثق لنفسه عليه السلام من معاوية تأكيدا للحجة عليه والإعذار فيما بينه وبينه عند الله تعالى وعند كافة المسلمين واشترط عليه ترك سب أمير المؤمنين عليه السلام والعدول عن القنوت عليه في الصلاة وأن يؤمن شيعته رضي الله عنهم ولا يتعرض لأحد منهم بسوء ويوصل إلى كل ذي حق حقه فأجابه معاوية إلى ذلك جميعه وعاهده عليه وحلف له بالوفاء.
فلما استتمت الهدنة سار معاوية حتى نزل بالنخيلة وكان يوم جمعة فصلى بالناس ضحى النهار وخطبهم فقال في خطبته إني والله ما أقاتلكم لتصلوا ولا لتصوموا ولا لتحجوا ولا لتزكوا انكم لتفعلون ذلك ولكني قاتلتكم لأتأمر عليكم وقد أعطاني الله ذلك وأنتم كارهون ألا وأني كنت منيت الحسن وأعطيته أشياء وجميعها تحت قدمي لا أفى له بشئ منها.
ثم سار ونزل الكوفة فأقام بها أياما فلما استتمت بيعته صعد المنبر فخطب الناس وذكر أمير المؤمنين والحسن عليهما السلام فنال منهما وكان الحسين عليه السلام حاضرا فأراد أن يقوم ويجيبه فأخذ الحسن بيده وأجلسه