الأول سيد شباب أهل الجنة ويتضمن خمسة فصول في ذكر مولده ومبلغ عمره ومدة خلافته ووقت وفاته وموضع قبره عليه السلام.
ولد عليه السلام ليلة النصف من شهر رمضان سنه ثلاث من الهجرة وقيل سنة اثنتين وكنيته أبو محمد وجاءت به أمه فاطمة سيدة النساء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم السابع من مولده في خرقة من حرير الجنة نزل بها جبرئيل عليه السلام إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فسماه حسنا وعق عنه كبشا وقبض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وله سبع سنين وأشهر وقيل ثماني سنين.
وقام بالأمر بعد أبيه عليه السلام وله سبع وثلاثون سنة وأقام في خلافته ستة أشهر وثلاثة أيام وصالح معاوية سنة إحدى وأربعين وإنما هادنه خوفا على نفسه لأن جماعة من رؤساء أصحابه كاتبوا معاوية وضمنوا له تسليم الحسن عليه السلام إليه عند دنو عسكره من عسكره ولم يكن منهم من يأمن غائلته إلا جماعة من شيعته لا يقومون بأهل الشام وكتب إليه معاوية في الهدنة والصلح وبعث بكتب أصحابه إليه فأجابه إلى ذلك بعد أن شرط عليه شروطا كثيرة (منها) أن يترك سب أمير المؤمنين عليه السلام والقنوت عليه في الصلوات وان يؤمن شيعته ولا يتعرض لأحد منهم بسوء ويوصل إلى كل ذي حق حقه فأجابه معاوية إلى ذلك كله وعاهده على الوفاء به فلما استتمت الهدنة قال في خطبته إني منيت الحسن وأعطيته أشياء جعلتها تحت قدمي لا أفى بشئ منها له.
وخرج الحسن عليه السلام إلى المدينة وأقام بها عشر سنين ومضى إلى رحمة الله تعالى لليلتين بقيتا من صفر سنة خمسين من الهجرة وله سبع وأربعون سنة وأشهر مسموما سمته زوجته جعدة بنت الأشعث بن قيس وكان معاوية قد دس إليها من حملها على ذلك وضمن لها أن يزوجها من يزيد ابنه وأعطاها مائة