وكان عليكم واجبا في اعتمادكم * * رعايتهم أن تحسنوا وتنيلوا فإنهم آل النبي وأهله * * ونهج هداهم بالنجاة كفيل مناقبهم بين الورى مستنيرة * * لها غرر مجلوة وحجول مناقب جلت أن يحاط بحصرها * * نمتها فروع قد زكت وأصول مناقب وحى الله أثبتها لهم * * بما قام منهم شاهد ودليل مناقب من خلق النبي وخلقه * * ظهرن فما يغتالهن أفول ولما وصل القلم في ميدان البيان إلى هذا المقام أبدت الأيام من إلمام الآلام ما منع من إتمام المرام على أتم الأقسام ولم ير حزم نظام الكلام دون موقف الاختتام فاختصر مضمون الأبواب واقتصر منه على اللباب وقصر من إطناب الاطناب وقصر أسباب الاسهاب فجاء محصول فصوله ملخصا في معانيه ومدلول أصوله مخلصا من تطويل مبانيه اقتصارا يستغنى بمحصله عن النهاية فيه وإرشادا يكتفى بمختصره عن بسيطه وحاويه انتهى كلامه رحمه الله وقد كنى في هذا الفصل الأخير عن أسماء كتب وحيل بها.
قلت فأما تفاصيل ما جرى للحسين عليه السلام وصورة ما جرى بينه وبين أعداء الله ورسوله ومحاربتهم إياه وقتلهم من قتلوه من أولاده وأخوته وبنى أخيه وبنى عمه وأصحابه وصورة موقفه عليه السلام وما ظهر من نجدته وشجاعته وبأسه وبسالته وانقياده إلى أمر الله وشدته على أعداء الله وصبره على ما دفع إليه من فقد الأهل والولد وقلة الناصر والعدد وإزهاق نفسه الشريفة فلها موضع غير هذا الكتاب فإنه موضوع لذكر مآثرهم وعد مفاخرهم وان كان قتله عليه السلام مما اكتسب به فخرا مضافا إلى فخره وحوى به قدرا زايدا على شريف قدره فإنه نال بذلك مرتبة الشهادة واختص بما بلغ به غاية الطلب ومنتهى الإرادة وحصل له بذلك ما لا يحصل بدوام الذكر وطول