الروضة المختارة (شرح القصائد العلويات السبع) - ابن أبي الحديد المعتزلي - الصفحة ١٤١
ما العالم العلوي إلا تربة * فيها لجثتك الشريفة مضجع (1) ما الدهر إلا عبدك القن الذي * بنفوذ أمرك في البرية مولع (2) أنا في مديحك ألكن لا أهتدي * وأنا الخطيب الهبزري المصقع (3) أأقول فيك سميدع كلا ولا * حاشا لمثلك أن يقال سميدع (4) بل أنت في يوم القيامة حاكم * في العالمين وشافع ومشفع (5)

1 جعل تربته ومحل جسده الشريف العالم العلوي وهو في ذلك بار صادق لأن قبره عليه السلام معراج الملائكة ومحل اختلاف الأرواح والعالم العلوي عبارة عن ذلك.
2 القن هو الذي يملك هو وأبوه يستوي فيه الواحد والجمع والاثنان والمؤنث والمذكر وربما قيل أقنان استعار للدهر لفظ العبيد لحكمه عليه وانقياد الدهر له بأمر الله كانقياد العبد لمولاه.
3 الألكن الواقف اللسان. والخطيب الفصيح الذي يقول الخطب وهي الكلام المسجوع في الأغلب والهبزري الأسوار من أساورة الفرس، قال أبو عبيدة هم الفرسان والهاء بدل من الياء كان أصله أساوير وكذلك الزنادقة أصله زناديق وقال تغلب كل جسم حسن الوجه وسيم فهو عند العرب هبزري، والمعنى أن الانسان وإن كان فصيحا بليغا إذا رأى صفاتا باهرة فائقة فإن لسانه يكل عنها وفكره ينقطع دونها.
4 الاستفهام في أقول لاستصغار هذه الكلمة. والسميدع السيد السهل الأخلاق وكلا هنا ردع وزجر ولها ثلاثة معان أخر تكون للاستفتاح بمعنى ألا كقوله تعالى: " كلا لا تطعه " وتكون بمعنى حقا كقوله تعالى " كلا إن الانسان ليطغى " وتكون بمعنى أي التي للاثبات بعد الاستفهام وذلك إذا وقع بعدها القسم كقوله تعالى " كلا والقمر " معناه أي والقمر لأن أي يلزم بعدها القسم.
5 أضرب عن الصفة بالسميدع وأثبت ما هو أعلى وأجل وهو كونه حاكما في العالمين يوم القيامة وذلك لأنه قسيم الجنة والنار وصاحب الحوض والشفاعة بإذن الله تعالى.
(١٤١)
مفاتيح البحث: يوم القيامة (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 ... » »»
الفهرست