الروضة المختارة (شرح القصائد العلويات السبع) - ابن أبي الحديد المعتزلي - الصفحة ١٤٣
وإليه في يوم المعاد حسابنا * وهو الملاذ لنا غدا والمفزع (1) هذا اعتقادي قد كشفت غطاءه * سيضر معتقدا له أو ينفع (2) يا من له في أرض قلبي منزل * نعم المراد الرحب والمستربع (3) أهواك حتى في حشاشة مهجتي * نار تشب على هواك وتلذع (4) وتكاد نفسي أن تذوب صبابة * خلقا وطبعا لا كمن يتطبع (5)
1 والملاذ والملجأ والمفزع واحد وأما قوله إليه حسابنا فهو موافق لمضمون الأخبار بأنه موكول إليهم.
2 يقول قد أظهرت عقيدتي التي رضيتها لنفسي سواء كانت نافعة أو ضارة فإذا كان الضرر منتفيا فقد ثبت النفع وهذا إنما قال كالقاطع حجةالخصم بمنزلة قوله تعالى " وإن يك كاذبا فعليه كذبه وإن يك صادقا يصبكم " الآية.
3 المراد: الموضع الذي ترتع فيه الإبل يجئ ويقبل ويدبر والمستربع الذي قد جعل ربعا أي منزلا. والرحب الواسع جعل محبة علي تتردد في قلبه كما تتردد السائمة في مربع.
4 الحشاشة بقية النفس وهي ها هنا حرف ابتداء ونار هو المبتدأ وهي نكرة موصوفة خبرها متقدم عليها في الجار والمجرور. وتشب ترفع.
5 أدخل على خبر كاد تشبيها لها بعسى كما تشبهت عسى بكاد في إسقاط أن من خبرها وذلك شاذ. والمتطبع الذي بتكلف شيئا ليس هو متصلا في طبعه.