الروضة المختارة (شرح القصائد العلويات السبع) - ابن أبي الحديد المعتزلي - الصفحة ١٣٨
المترع الحوض المدعدع حيث * لا واد يفيض ولا قليب يترع (1) ومبدد الأبطال حيت تألبوا * ومفرق الأحزاب حيث تجمع (2) والحبر يصدع بالمواعظ خاشعا * حتى تكاد لها القلوب تصدع (3) حتى إذا استعر الوغى متلظيا * شرب الدماء بغلة لا تنقع (4)

1 المترع المالي. المدعدع الملآن. والقليب البئر قبل أن يطوى يذكر ويؤنث ويريد بذلك ما روي عن علي عليه السلام لما كان متوجها إلى صفين لحق أصحابه عطش وليس معهم ماء ولا في نواحي ذلك المكان فأمر عليه السلام بأصحابه أن يكشفوا مكانا كان هناك فكشفوا فظهرت لهم صخرة عظيمة تلمع فقال الماء تحت هذه الصخرة فإن زالت عن موضعها وجدتم الماء فاجتهدوا في قلعها اجتهادا عظيما فلم يقدروا لها فنزل عن سرجه ووضع أصابعه تحت جانب الصخرة فقلعها ورمى بها أذرعا كثيرة فظهر فشرب القوم وكان أعذب ماء وخلصوا من الهلاك وتزودوا وارتووا منه ثم أعاد عليه السلام الصخرة إلى موضعها وأمر أن يعفى أثرها بالتراب فنزل راهب كان في حوالي هذا المكان وأسلم على يده عليه السلام.
2 تألبوا مثل تجمعوا. والأحزاب هم الذين تحزبوا لقتال رسول الله في وقعة الخندق واجتمعت قريش واجتمع معهم خلق كثير، وبرز عمرو بن عبد ود ويدعو إلى البراز فلم يتجاسر عليه أحد من المسلمين حتى برز علي عليه السلام فقتله وكسر الأحزاب وفرق جمعهم.
3 الحبر العالم وصدع بالحق إذا كشفه ونطق به ظاهرا وتصدع أصله تتصدع أي تتفرق فحذف إحدى التائين تخفيفا.
4 استعر التهب. متلظيا متلهبا أيضا وهما لفظان مترادفان للتأكيد والغلة العطش وتنقع تروى ولما كان عليه السلام كثير السفك والقتل حتى أنه لا يمل ولا ينام استعار له لفظ الشارب العطشان الذي لا يرتوي.
(١٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 ... » »»
الفهرست