الروضة المختارة (شرح القصائد العلويات السبع) - ابن أبي الحديد المعتزلي - الصفحة ١٣٠
رموه بيحموم أديم غطامط * تعيد الحصى رفغا بوقع الحوافر (1) لهام فلا فرغ النجوم بمسبل * عليه ولا وجه الصباح بسافر (2) فيا لك مقتولا تهدمت العلى * وثلث به أركان عرش المفاخر (3) ويا حسرتا إذ لم أكن في أوائل * من الناس يتلى فضلهم في الأواخر (4) فأنصر قوما إن يكن فات نصرهم لدى الروع خطاري فما فات خاطري (5)

١ اليحموم الأسود الأديم وباطن الجلد وهو هنا استعارة والغطامط صوت غليان القدر وموج البحر يريد بسواده كثرة غباره وعجاجه والمراد بالغطامط كثرة الغبرة والأصوات أي بجيش هذه صفته والرفغ بالغين المعجمة شر البوادي ترابا والمعنى أن هذا الجيش لكثرته وشدة وطئه على الحصى يصيره رفغا أي ترابا خشنا.
٢ اللهام الجيش الكثير. وفرع النجوم ما يصدر عنها من الضوء، والمعنى أن هذا الجيش لكثرة ما يعلوه من العجاج لا يصل إليه ضوء النجوم ولا ينكشف عليه وجه الصباح فلا يعرف الليل والنهار.
٣ قوله فيا لك مقتولا فيه مغنى التعجب وقد مر مثله. وثلث هدمت. والعرش السقف واستعاره للمفاخر للارتفاع ويقال ثل عرشه أي وهي أمره وذهب عزه.
4 الحسرة أشد التلهف على الشئ الفائت وألف حسرتا مبدلة من ياء التكلم ويجوز أن يكون ألف الندبة يتأسف كيف لا يكون في أوائل القوم الذين كانوا يجاهدون بين يدي الحسين حيث أن فضلهم باق إلى يوم القيامة.
5 أنصر منصوبة لأنها جواب النفي في قوله إذا لم أكن يقول إن فات نصري لهم بالخطار وهو الرمح فما فات بالخاطر أي بالمدائح والمحبة وإقامة الدلائل على إمامتهم ووجوب ولايتهم والنصر قد يكون بالقول عند تعذر الفعل.
(١٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 ... » »»
الفهرست