الروضة المختارة (شرح القصائد العلويات السبع) - ابن أبي الحديد المعتزلي - الصفحة ٨٤
القصيدة الأولى في ذكر فتح خيبر ألا إن نجد المجد أبيض ملحوب * ولكنه جم المهالك مرهوب (1) هو العسل الماذي يشتاره امرؤ * بغاه وأطراف الرماح يعاسيب (2) ذق الموت إن شئت العلى وأطعم الردى فنيل الأماني بالمنية مكسوب (3)

1 النجد الطريق المرتفع وقد يتسع فيه فيسمى نجدا وإن لم يكن مرتفعا. والمجد الكرم والماجد الكريم. والملحوب الواضح المديس يقال لحبت اللحم عن العظم ألحبه لحبا إذا قشرته وكذا العود وغيره. والجم الكثير. والمرهوب المخوف 2 الماذي: الأبيض. ويشتاره يستخرجه من موضعه يقال شريت العسل واشرتها أي اجتنيتها. واليعاسيب جمع يعسوب وهو ذكر النحل ومتقدمها وقيل للسيد يعسوب وامرء أصله مرء فاسكنوا الميم على غير قياس وادخلوا عليه ألف الوصل وجعلوا حركة الراء تبعا لحركة الهمزة وحداهم على ذلك حذف الهمزة منه تخفيفا وإلقاء حركتها على الراء كما يقال كمء وكم ونبهوا بجعل حركة الراء تبعا على انها قد تكون حرف إعراب ومعنى البيتين أن مسلك المجد مع وضوحه وظهوره كثير الأهوال صعب المسالك وذلك لأن المطالب العالية لا تنال إلا باقتحام الحروب ومكابدة الخطوب ولما استعار لفظ العسل للمجد استعار لفظ اليعاسيب للرماح التي هي دون المجد كاليعاسيب دون العسل.
3 العلى والعلاء الرفعة والشرف إذا قصرت ضمت وإذا مدت فتحت. والردى الهلاك يقال منه ردى يردى. والأماني بتشديد الياء جمع أمنية وهو ما يتمناه الانسان وخففت الياء ضرورة. والمنية الموت لأنها مقدرة المنا والقدر والمنا التقدير.
(٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 ... » »»
الفهرست