الروضة المختارة (شرح القصائد العلويات السبع) - ابن أبي الحديد المعتزلي - الصفحة ١٣٧
بل فيك جبريل وميكال وإسرافيل * والملأ المقدس أجمع (1) بل فيك نور الله جل جلاله * لذوي البصائر يستشف ويلمع (2) فيك الإمام المرتضى فيك الوصي * المجتبى فيك البطين الأنزع الضارب الهام المقنع في الوغى * بالخوف للبهم الكماة يقنع (3) والسمهرية تستقيم وتنحني * فكأنها بين الأضالع أضلع (4)

١ استعار له عليه السلام النور اقتداء به ولا زالته ظلم الشكوك والشبه وإضافة نور إلى الله لكونه حجة على الناس وخص ذوي البصائر وهي المعارف لكون النور معقولا لا محسوسا وقوله يستشف فيلمع أي ينظر فيضئ وأصل الاستشفاف النظر من وراء ستر رقيق.
٢ المرتضى والمجتبى من ألقابه. والبطين في الأصل العظيم البطن والأنزع الذي انحسر الشعر عن مقدم رأسه ولا يمدح في ذلك بل بقول النبي صلى الله عليه وآله إنك منزوع من الشرك بطين من العلوم.
٣ الهام جمع هامة وهي أعلى الرأس والمقنع الذي عليه البيض. والوغى الحرب والبهم جمع بهمة وهو الفارس الشديد الذي لا يدري من أين يؤتى لشدة بأسه، ويقنع استعارة لاشتمال الخوف عليهم كاشتمال القناع على الرأس ويجوز أن يكون استعارة من قنع رأسه بالسوط إذا ضربه.
4 السمهرية الرماح سميت بذلك لصلابتها من قولهم اسمهر العود إذا صلب وقيل هي منسوبة إلى سمهر وهو رجل كان يقوم الرماح وقوله بين الأضالع أضلع جعلها أنها قد خرقت حتى صارت ثابتة كأحد الأضلاع لكن لا يتوجه التشبيه في حال الاستقامة والانحناء لأن الأضلاع تتغير ويجوز أن يكون أراد بالأضلاع أضالع الطاعن لا المطعون لأن القناة تكون تحت حضن الفارس ملاصقة للأضلاع فحينئذ تستقيم مرة وتنحني أخرى. والأضالع جمع أضلع.
(١٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 ... » »»
الفهرست