الروضة المختارة (شرح القصائد العلويات السبع) - ابن أبي الحديد المعتزلي - الصفحة ١٠١
القصيدة الثانية في ذكر فتح مكة جللت فلما دق في عينك الورى * نهضت إلى أم القرى أيد القرى (1) جلبت لها قب البطون وإنما * تقود لها بالقود أم حبوكرا (2) وسقت إليها كل أسوق لو بدت * له معفر ظنته بالرمل جؤذرا (3)
1 أي عظمت فلما صغر الورى عندك نهضت إلى هذا الفتح الجليل وهو فتح مكة ويريد بالورى الشجعان الذين نازلهم في الوقائع وقتلهم في الملاحم وأمثالهم من الكفار وليس عمومه في المؤمنين ويحتمل العموم و يريد بالصغر النقص عن كماله والضعف عن شجاعته وأم كل شئ أصله ومكة أم القرى لأن الأرض دحيت من تحتها حيث كانت مجموعة في مكان الكعبة ثم بسطها الله وأيد القرى أي قوى الظهر من الخليل وغيرها.
2 أي خيلا قب البطون والقب جمع أقب وقبا وهي الضوامر. والقود جمع أقود وهو الطويل القوائم. والحبو كر الداهية وأم حبو كر أعظم الدواهي.
3 الأسوق طويل عظم الساق والمعفر أم اليعفور وهو الخشف للظبية. والجؤذر بفتح الذال وضمها ولد البقرة الوحشية واليعفور ولد البقرة الوحشية أيضا، والمعنى أن هذا الفرس لو بدت له البقرة الوحشية بالرمل لأدركها بالعدو حتى تظنه ولدها لاصقا بها ولاجيا إليها وخص الرمل لأن العدو فيه أشق وأصعب ويجوز أن يكون لشدة عدوه يصغر في عين المعفر حتى تظنه جؤذرا بالرمل لأنه محله والباء بمعنى في وذلك لمعنى قد سمع من بعض المشايخ.