الروضة المختارة (شرح القصائد العلويات السبع) - ابن أبي الحديد المعتزلي - الصفحة ١٤٠
وشهاب موسى حيث أظلم ليله * رفعت له لألاؤه تتشعشع (1) يا من له ردت ذكاء ولم يفز * بنظيرها من قبل إلا يوشع (2) يا هازم الأحزاب لا يثنيه عن * خوض الحمام مدجج ومدرع (3) يا قالع الباب الذي عن هزها * عجزت اكف أربعون وأربع (4) لولا حدوثك قلت إنك جاعل * الأرواح في الأشباح والمستنزع (5) لولا مماتك قلت إنك باسط * الأرزاق تقدر في العطاء وتوسع (6)

1 لألاؤه أنواره، وأطلق على علي عليه السلام الشهاب وهو الشعلة من النار إطلاقا لأسم المسبب على السبب حيث أنه عليه السلام سبب في تفضيل موسى عليه السلام وظهور النار له من جانب الطور.
2 ذكاء من أسماء الشمس غير منصرف ويقال للصبح ابن ذكاء لأنه من ضوئها وقد مضى ذكر رجوعها له عليه السلام وأما يوشع بن نون فإنه بعثه الله نبيا بعد موسى وأمره بالمسير إلى قوم جبارين فسار إليهم وقاتلهم يوم الجمعة حتى أمسوا فدعا إلى الله تعالى فرد الشمس وزيد في النهار يومئذ نصف ساعة وهزم الجبارين ومات وعمره يومئذ مائة وعشرون سنة والضمير في نظيرها يعود إلى الفضيلة التي دل عليها المعنى.
3 المدجج: التام السلاح. والدجة الظلمة فكأن المدجج يغطي بسلاحه والمدرع لابس الدرع.
4 أنث الباب مع كونه مذكرا ولا ضرورة له يحتمل دفعه على تأنيثه فاستعمله أو أنه غفل عن ذلك والباب يريد به حصن اليهود بخيبر.
5 الأشباح الأجسام جمع شبح يقول لولا حدوثك لقلت إنك المحيي والمميت إلا أن المحدث يفتقر إلى محدث مغاير له فكيف بكون موجدا لغيره.
6 تقدر تضيق نفى المكون بكونه رازقا بثبوت موته لأن الموت يستلزم انقطاع الرزق عن الغير.
(١٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 ... » »»
الفهرست