الروضة المختارة (شرح القصائد العلويات السبع) - ابن أبي الحديد المعتزلي - الصفحة ١٣٣
القصيدة السادسة في وصفه ومدحه عليه السلام يا رسم لا رسمتك ريح زعزع * وسرت بليل في عراصك خروع (1) لم ألف صدري من فؤادي بلقعا * إلا وأنت من الأحبة بلقع (2) جاري الغمام مدامعي بك فانثنت * جون السحائب فهي حسرى ظلع (3) لا يمحك الهتن الملث فقد محا * صبري دثورك مذ محتك الأدمع (4)

1 الرسم الأثر ورسم الدار ما التصق من أثرها بالأرض وأرسم إذا كثر ودعا ورسمتك يريد درستك. والزعزع الريح الشديدة. والبليل الريح الباردة الندية. و الخروع الضعيفة قاله.
الجوهري كل نبت ضعيف ينثني فهو خروع أي نبت كان.
2 البلقع الخالي يقول ما وجدت صدري خاليا من قلبي إلا بما خلوته ممن أحبه فكأن الأحباب للدار كالقلب للجسد.
3 جاراه إذا جرى معه والجون جمع جون وهو الأسود المقصود هنا والجون أيضا الأبيض وهو من الأضداد. وحسرى منقطعة جمع حسير مثل قتيل وقتلى. وظلع جمع ظالع وهو الغامز في مشيه، والمعنى أن السحاب جرى مع مدامعي كالمسابق لها فرجع السحاب الشديد الماطر كالجمل المنقطع الأعرج وهذا استعارة للمبالغة في كثرة البكاء.
4 الهتن الجاري والملث الدائم دعاء للرسم بأن لا يمحو الغيث مجرى الدموع عليه فقد محاه وهو كاف له والمربع كلما درس صبره أيضا فإذا دثوره يوجب قلة الصبر وقلة الصبر توجب البكاء والبكاء يوجب دثور وهي أطراف تتجاذب إلى دروس الربع ويمحك مجزوم بلاء النهي واصلة يمحوك فسقطت الواو للجزم.
(١٣٣)
مفاتيح البحث: البكاء (2)، النهي (1)، الصبر (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 ... » »»
الفهرست