الروضة المختارة (شرح القصائد العلويات السبع) - ابن أبي الحديد المعتزلي - الصفحة ١٢٠
القصيدة الخامسة في وصفه عليه السلام لمن ظعن بين الغميم فحاجر * بزغن شموسا في ظلام الدياجر (1) شبيهات بيضات النعام يقلها * من العيس أشباه النعام النوافر (2) ومن دون ذاك الخدر ظبية قانص * تريق دماء المشبلات الخوادر (3) تنوء بأعباء الحلي وإنها لتضعف عن لمح العيون النواظر (4)
١ الظعن جمع ظعينة وهي في الأصل الهودج وتسمى المرأة ظعينة ما دامت في الهودج فإن لم تكن فيها أطلق عليها هذا اللفظ مجازا واتساعا. والغميم وحاجر موضعان والغميم الكلا اليابس، الحاجر ما يمسك الماء من المكان المنهبط والجميع حجران والدياجر جمع ديجور وهو الليل المظلم ويريد بالظعن هنا النساء ولهذا شبهن بالشموس.
٢ العرب تشبه المرأة بالبيضة واللؤلؤة والظبية وذلك لصفاء البيض وبياضها يقلها يحملها. والعيس جمع أعيس وعيساء وهي الإبل وخص النوافر لأن سيرها أسرع.
٣ الخدر الستر وتسمية المرأة بالظبية مجاز للنسبة الحاصلة بينهما في حسن العينين والعنق والمشبلات الأسود ذوات الأشبال. والخوادر جمع خادر وهي اللواتي في خدورها أي أجمها وخص المشبلات لكونها أقوى وأجرأ وخص الخوادر لأنها تهاب أكثر من الظاهرة.
٤ تنوء تنهض مثقلة بعض مشقة والأعباء جمع عبء وهو الثقل والحلي جمع الحلي مثل ثدي وثدى وهو فعول وقد تكسر الحاء لمكان الياء وقرئ من حليهم عجلا جسدا بضم الحاء وكسرها ومخرج البيت مخرج التعجب لأن من تضعف عن لمح البصر كيف تتحمل أعباء أثقال الحلي.