الروضة المختارة (شرح القصائد العلويات السبع) - ابن أبي الحديد المعتزلي - الصفحة ١١٠
القصيدة الثالثة في وصف النبي صلى الله عليه وآله عن ريقها يتحدث المسواك * أرجا فهل شجر الكباء أراك (1) ولطرفها خنث الجبان فإن رنت * باللحظ فهي الضيغم الفتاك (2)
١ الأرج انتثار رائحة الطيب ونصبه على التمييز أو بإسقاط حرف الجر أي يتحدث بالأرج. والكباء بكسر الكاف والمد: العود الذي يتبخر به وبالقصر الكناسة واستعار لفظ الحديث للمسواك لإفادته علم الأرج من ريق هذه المذكورة لأنه طاب من نكهتها ثم استفهم بهل استفهاما من باب تجاهل العارف للمبالغة والتعجب وقال هل هو العود أم هو الأراك وذلك من القلب، وقال ابن هاني المغربي شعرا:
وما عذب المسواك إلا لأنه * يقبلها دوني وأني لراغم 2 الخنث بضم الخاء وسكون النون التكسر والتثني، قال الجوهري خنثت الشئ فتخنث أي عطفته فتعطف ومنه سمي المخنث ويجوز أن يكون هنا خنث بفتح الخاء والنون والمصدر خنث والمعنى واحد والطرف العين ورنت أي أدامت النظر يقال رنى يرنو رنوا واللحظ نظر العين واللحاظ بالفتح مؤخر العين مما يلي الصدغ. واللحاظ بالكسر من لاحظته إذا رعيته ويريد بخنث الجبان الضعف والفتور، والشعراء تصف العين بالضعف والفتور والكسل والمرض وما شاكل ذلك، ثم قال وهذه الضعيفة إذا نظرت كانت كالأسد في فتكها. والضيغم الأسد والضيغم العض والفتاك الكثير الفتك وهو القتل.