الروضة المختارة (شرح القصائد العلويات السبع) - ابن أبي الحديد المعتزلي - الصفحة ١٣٦
ذاك الزمان هو الزمان كأنما * قيظ الخطوب به ربيع ممرع (1) وكأنما هو روضة ممطورة * أو مزنة في عارض لا تقلع (2) قد قلت للبرق الذي شق الدجى * فكأن زنجيا هناك يجدع (3) يا برق إن جئت الغري فقل له * أتراك تعلم من بأرضك مودع (4) فيك ابن عمران الكليم وبعده * عيسى يقفيه وأحمد يتبع (5)

١ الممرع المخصب يريد أن ذاك الزمان كله طيب لا كدر فيه ولا صعب فيه سهل واستعارة القيظ للخطوب وجعله كالربيع استعارة جميلة.
٢ شبه الزمان بالروضة لحسنها وابتهاج الأنفس بها وخض الممطورة لأنها أنضر وأحسن وشبه أيضا المزنة وهي السحابة جعلها كالقطعة في عارض وهو السحاب المعترض في الجو لا يقلع ولا يزول، ووجه الشبه أن السحاب بنفسه يخضب الأرض ويرطب الأجسام ويسر الأنفس وفيه منافع كثيرة.
٣ شبه حمرة لمع البرق في سواد الليل بالزنجي المجدع.
٤ الغري أرض النجف على مشرفها السلام. والمسموع الغريان لكنه كنى عن التثنية بالوحدة وقد لهج الناس بالغري مفردا وذلك طلبا للخفة ووجه تسميته الغري مشهورة وقد كتبناه في تضاعيف هذا الكتاب.
٥ يقفيه يتبعه. والملأ المقدس إشارة إلى باقي الملائكة أما كون النبيين والملائكة في قبره فلأنه حوى ما حووه من الفضل فكأنه كلهم فيه وذكر موسى وعيسى وهما من أولي العزم ليحصل الاتصال بنبينا صلى الله عليه وآله وإن كان أفضل الخلايق فإن عليا نفسه بنص القرآن المجيد والأخبار وإنما بدء بالنبيين وثنى بالملائكة لأن الملائكة على رأي المعتزلة أفضل من النبيين فكأنه ارتقى عن درجة النبيين إلى الملائكة ثم ارتقى إلى الدرجة العليا وهو نور الله الذي لا يطفأ.
(١٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 ... » »»
الفهرست