الروضة المختارة (شرح القصائد العلويات السبع) - ابن أبي الحديد المعتزلي - الصفحة ١٥٢
والثم ثراه المسك طيبا واستلم * عيدانه قبلا فهن المندل (1) وانظر إلى الدعوات تسعد عنده * وجنود وحي الله كيف تنزل (2) والنور يلمع والنواظر شخص * واللسن خرس والبضائر ذهل (3) واغضض وغض فثم سر أعجم * دقت معانيه وأمر مشكل (4) وقل السلام عليك يا مولى الورى * نصا به نطق الكتاب المنزل (5) وخلافة ما إن لها لو لم تكن * منصوصة عن جيد مجدك معدل (6)

١ للثم التقبيل والاستلام لثم الحجر باليد وتقبيله أيضا وهو من السلم وهي الحجارة وقبلا جمع قبلة وهي الواحدة من التقبيل ونصبها على المصدر أما من معنى استلم أو بفعل مقدر أي قبلها قبلا، والمندل عود البخور والمسموع المندلي لأنه منسوب إلى المندل وهي قرية ببلاد الهند جعل تراب قبره عليه السلام مسكا وخشبه عودا جريا على عادة الشعراء وإلا فالمسك يتطيب بقبره عليه السلام وكذا العود.
٢ جنود وحي الله الملائكة والوحي الإشارة والكتابة والرسالة والإلهام والكلام الخفي، والمعنى واضح.
٣ شخص البصر إذا وقف متحيرا. وشخص جمع شاخص. والبصائر المعارف وذهل أي متحيرة وكل ذلك للأدب في حضرته عليه السلام والخوف من الله لمجاورة ضريحه عليه السلام.
4 اغضض أي اكفف عن صوتك وغض أي كف بصرك وذلك كله للأدب في حضرته الطاهرة والأعجم الذي هو غير بين وذلك لأن أسرار فضله عليه السلام ومعاني شرفه لا يعلمها على التفصيل إلا الله تعالى وهي بالنسبة إلينا معجمة مشكلة.
5 المولى هنا بمعنى الأولى بالولاية والنيابة والخلافة والإيالة كما نص به الكتاب والنبي صلى الله عليه وآله.
6 زائدة، وخلافة معطوفة على قوله نصا يقول لو لم يكن عليك نص بالخلافة لما جاز العدول بها عنك فكيف وقد حصل النص وذلك لأنه أفضل الخلق وتقديم المفضول على الفاضل قبيح والجيد العنق وهو استعارة.
(١٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 ... » »»
الفهرست