الروضة المختارة (شرح القصائد العلويات السبع) - ابن أبي الحديد المعتزلي - الصفحة ١٤٥
تلك المنى إما أغب عنها فلي * نفس تنازعني وشوق ينزع (1) ولقد بكيت لقتل آل محمد * بالطف حتى كل عضو مدمع (2) عقرت بنات الأعوجية هل درت * ما يستباح بها وماذا يصنع (3) وحريم آل محمد بين العدى * نهب تقاسمه اللئام الرضع (4) تلك الضعائن كالإماء متى تسق * يعنف بهن وبالسياط تقنع (5)

1 إما إن الشرطية وما الزائدة. وأغب مجزوم بأن واصلة أغبب ذهبت حركة الباء للجزم فسقطت الباء وتنازعني تجاذبني وتنزع تجذب يقال نزع ينزع نزعا إذا اشتاق.
2 المدمع مجرى الدمع يريد المبالغة في كثرة البكاء حتى كأن جميع أعضائه تجري بالدمع.
3 بنات الأعوجية الخيل منسوبة إلى أعوج وهو فحل كريم قيل لم يكن للعرب أشهر ولا أكثر نسلا منه دعا عليها بالعقر حيث قاتلوا الحسين عليه السلام وهم على ظهورها، والاستفهام في قوله هل درت استفهام تعظيم لهذا الشأن.
4 اللئام جمع لئيم وهو البخيل الدني الأصل. والرضع جمع راضع وهم اللئام أيضا وأصله أن رجلا كان يرتضع الناقة والشاة أي يحلبها بفمه حتى لا يسمعه أحد فهو يحلب فيطلب منه وأصل تقاسمه تتقاسمه.
5 الضعائن جمع الضعينة وهي المرأة في الهودج ويقال قنعته بالسوط إذا ضربته على رأسه. والعنف ضد الرفق ومتى هنا شرطية وتسق مجزوم بها وأصله تساق فحذفت الألف لسكونها وسكون القاف ويعنف مجزوم لأنه جواب متى الشرطية وأما تقنع فإنه خبر مبتدأ محذوف موضعه النصب على الحال تقديره وهي تقنع وبالسياط يتعلق بتقنع.
(١٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 ... » »»
الفهرست