الروضة المختارة (شرح القصائد العلويات السبع) - ابن أبي الحديد المعتزلي - الصفحة ١٤٦
من فوق أقتاب الجمال يشلها * لكع على حنق وعبد أكوع (1) مثل السبايا بل أذل يشق من * هن الخمار ويستباح البرقع (2) فمصفد في قيده لا يفتدى * وكريمة تسبى وقرط ينزع (3) تالله لا أنسى الحسين وشلوه * تحت السنابك بالعراء موزع (4) متلفعا حمر الثياب وفي غد * بالخضر في فردوسه يتلفع (5) تطأ السنابك صدره وجبينه * والأرض ترجف خيفة وتضعضع (6)

1 يشلها يطردها واللكع اللئيم وقيل الذليل الحقير النفس وامرأة لكاع ويقال في النداء يا لكع واستعماله في النداء شاذ ولا ينصرف معرفة لأنه معدول عن ألكع والأكوع المعوج الكوع وهو طرف الزند مما يلي الابهام وذلك عيب جعلهم عبيدا معتقين.
2 السبايا المأسورات والبرقع معروف ويقال بضم الباء والقاف وبضم الباء وفتح القاف ويقال برقع أيضا.
3 المصفد المشدود الموثق ذكر تفصيل حال آل الرسول عليهم السلام وأن منهم مشدودا بالقيد لا ينفك وكريمة من بني الزهراء مأسورة وأخرى مسلوبة.
4 الشلو الجسد والسنابك الحوافر. والعراء بالمد الفضاء المكشوف وبالقصر فناء الدار وساحتها. وموزع مقسم.
5 متلفعا مشتملا والفردوس هو حديقة في الجنة وقيل إنه البستان عربي قال بعض: إنه البستان بلغة الروم والضمير فيه يعود إلى الحسين عليه السلام وإضافته إليه بحق الأولية والملائكة والمعنى فيه لأبي تمام في قوله:
تردى ثياب الموت حمرا فما أتى * لها الليل إلا وهي من سندس خضر 6 رحفت الأرض ترجف رجفا تزلزلت والرجاف البحر لاضطرابه وتضعضع أصله تتضعضع أي تتهدم وتنحط.
(١٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 ... » »»
الفهرست