الخبر وإن لم يكن مشهورا فقد قال قوم من أهل العلم بطهارة هذين الحدثين منه صلى الله عليه وسلم وهو قول بعض أصحاب الشافعي حكاه الإمام أبو نصر بن الصباغ في شامله وقد حكى القولين عن العلماء في ذلك أبو بكر بن سابق المالكي في كتابه البديع في فروع المالكية وتخريج ما لم يقع لهم منها على مذهبهم من تفاريع الشافعية وشاهد هذا أنه صلى الله عليه وسلم لم يكن منه شئ يكره ولا غير طيب * ومنه حديث
على رضي الله عنه غسلت
النبي صلى الله عليه وسلم فذهبت أنظر ما يكون من
الميت فلم أجد شيئا فقلت طبت حيا وميتا قال وسطعت منه ريح طيبة لم نجد مثلها قط ومثله قال أبو بكر رضي الله عنه حين قبل
النبي صلى الله عليه وسلم بعد
موته * ومنه شرب مالك بن سنان دمه يوم أحد ومصه إياه وتسويغه صلى الله عليه وسلم ذلك له وقوله له لن تصيبه النار، ومثله شرب عبد الله بن الزبير دم حجامته فقال عليه السلام ويل لك من الناس وويل لهم منك
____________________
(قوله وسطعت) أي ارتفعت (قوله قط) هو توكيد لنفى الماضي وفيه لغات فتح القاف وضمها مع تشديد الطاء المضمومة، وفتح القاف وتشديد الطاء المكسورة، وفتح القاف وإسكان الطاء وفتح القاف وكسر الطاء المخففة (قوله ومنه شرب مالك بن سنان) هو أبو سعيد الخدري ومثله شرب عبد الله بن الزبير دم حجامته رواه الحاكم والبزاز والبيهقي والطبراني والدارقطني وقد شرب أيضا دمه عليه السلام أبو طيبة واسمه دينار وقيل نافع عاش مائة وأربعين سنة وسالم بن الحجاج فقال له عليه السلام لا تعده فإن الدم كله حرام وسفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم رواه البيهقي وعلى ابن أبي طالب ذكره الرافعي في الشرح الكبير قال ابن الملقن ولم أجده في كتب الحديث.