والأخذ على أبصارهم عند خروجه عليهم وذهولهم عن طلبه في الأغر وما ظهر في ذلك من الآيات ونزول السكينة عليه وقصة
سراقة بن مالك حسبما ذكره أهل الحديث والسير في قصة الغار وحديث الهجرة ومنه قوله تعالى (إنا أعطيناك الكوثر، فصل لربك وانحر، إن شانئك هو الأبتر) أعلمه الله تعالى بما أعطاه، والكوثر حوضه وقيل نهر في الجنة وقيل الخبر الكثير وقيل الشفاعة وقيل المعجزات الكثيرة وقيل النبوة وقيل المعرفة، ثم أجاب عنه عدوه ورد عليه قوله فقال تعالى (إن شانئك هو الأبتر) أي عدوك ومبغضك، والأبتر الحقير الذليل أو المفرد الوحيد أو الذي لا خير فيه وقال تعالى (ولقد آتيناك سبعا من المثاني
والقرآن العظيم) قيل السبع المثاني السور الطوال الأول
والقرآن العظيم أم
القرآن، وقيل السبع المثاني أم
القرآن والقرآن العظيم سائره وقيل السبع المثاني ما في
القرآن من أمر ونهى وبشرى وإنذار وضرب مثل
____________________
(قوله حسبما ذكره أهل الحديث) هو بفتح السين وقد يسكن أي على قدره وعدده (قوله الطوال) بكسر الطاء جمع طويلة وأما بضم الطاء فمفرد يقال رجل طوال أي زائد في الطول، واختلف في سابعة هذا الطوال فقيل الأنفال والتوبة لأنهما في حكم سورة واحدة ولهذا لم يفصل بينهما بالبسملة وقيل التوبة وقيل يونس (قوله سائره) هو بمهملة في أوله وهمزة مكسور ثالثه، قال صاحب الصحاح سائر الناس جميعهم واعترض بأنه انفرد بهذا فلا يقبل منه وأجيب بأنه لم ينفرد بل شاركه في نقله التبريزي والجواليقي وغيرهما وفى القاموس السائر الباقي لا الجميع كما توهم جماعات وقد تستعمل له بعد ذكره أشياء عن العرب مما استعمل له.