ابن مريم من أحوال الدنيا والآخرة وهي قوله (ومن يطع الله ورسوله ويحش الله ويتقه) الآية، وحكى الأصمعي أنه سمع كلام جارية فقام لها: قاتلك الله ما أفصحك؟ فقالت أو يعد هذا فصاحة بعد قول الله تعالى (وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه) الآية فجمع في الآية واحدة بين أمرين ونهيين وخبرين وبشارتين فهذا نوع من إعجازه منفرد بذاته غير مضاف إلى غيره على التحقيق والصحيح من القولين وكون
القرآن من قبل
النبي صلى الله عليه وسلم وأنه أتى به معلوم ضرورة وكونه صلى الله عليه وسلم متحديا به معلوم ضرورة وعجز العرب عن الإتيان به معلوم ضرورة وكونه في فصاحته خارقا للعادة معلوم ضرورة للعالمين بالفصاحة ووجوه البلاغة وسبيل من ليس من أهلها علم ذلك بعجز المنكرين من أهلها عن معارضته واعتراف المقرين بإعجاز بلاغته وأنت إذا تأملت قوله تعالى (ولكم في
القصاص حياة) وقوله (ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت وأخذوا من مكان قريب) وقوله (ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولى حميم) وقوله: (وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي) الآية، وقوله (فكلا أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا) الآية وأشباهها من الآي بل أكثر
القرآن حققت ما بينته من إيجاز
____________________
(قوله وحكى الأصمعي) هو عبد الملك بن قريب - بضم القاف وفتح الراء - ابن أصمع ولد سنة ثلاث وعشرين ومائة وتوفى سنة ست وعشرة ومائتين