أسهل ووضع
الباطل والمختلق على الاختيار أقرب واللفظ إذا تبع المعنى الصحيح كان أصعب ولهذا قيل فلان يكتب كما يقال له وفلان يكتب كما يريد وللأول على الثاني فضل وبينهما شأو بعيد فلم يزل يقرعهم صلى الله عليه وسلم أشد التقريع ويوبخهم غاية التوبيخ ويسفه أحلامهم ويحط أعلامهم ويشتت نظامهم ويذم آلهتهم وإياهم ويستبيح أرضهم وديارهم وأموالهم وهم في كل هذا ناكصون عن معارضته محجمون عن مماثلته يخادعون أنفسهم بالتشغيب بالتكذيب والإغراء بالافتراء وقولهم: إن هذا إلا قول البشر، إن هذا إلا سحر يؤثر، وسحر مستمر وإفك افتراه، وأساطير الأولين. والمباهنة والرضى بالدنيئة كقولهم قلوبنا غلف، وفى أكة مما تدعونا إليه وفى آذاننا وقر ومن بيننا وبينك حجاب: ولا تسمعوا لهذا
القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون.
والادعاء مع العجز بقولهم (لو نشاء لقلنا مثل هذا) وقد قال لهم الله (ولن تفعلوا) فما فعلوا ولا قدروا ومن تعاطى ذلك من سخفائهم كمسيلمة كشف عواره لجميعهم وسلبهم الله ما ألفوه من فصيح كلامهم وإلا فلم يخف على أهل الميز منهم أنه ليس من نمط فصاحتهم ولا جنس بلاغتهم بل ولوا عنه مدبرين وأتوا مذعنين من بين مهتد وبين مفتون
____________________
(قوله محجمون) بسكون المهملة وكسر الجيم أي متأخرون (قوله بالدنيئة) بالهمزة وقد تسهل أي الخصلة الخبيثة يقال دنأ دنوءا خبث فعله ولؤم قوله (قوله عواره) في الصحاح العوار العيب، يقال سلعة ذات عوار بفتح العين وقد تضم عند أبي زيد. انتهى وعن ديوان الأدب إن الضم أفصح