قال: ثم طعنه الهمذاني طعنة رده إلى معاوية جريحا.
قال: فصاح معاوية: يا أهل الشام! لا تقصدوا بحربكم غير همذان، فإنهم أعداء عثمان بن عفان. قال: فسمع ذلك سعيد بن قيس الهمذاني، فجمع بني عمه من همذان وحلفاءهم ومواليهم ثم حمل وحملوا معه عل جمهور أصحاب معاوية، فقتلوا منهم مقتلة عظيمة، فأنشأ زياد بن كعب الهمذاني (1) يقول في ذلك.
ألا يا بن هند قرت العين إذ رأت * فوارس من همذان زيد بن مالك (2) على صافنات (3) للقاء عوابس * طوال الهوادي مشرفات الحوارك موقرة في الطعن في نقراتها * يجلن ويجلبن القنا بالسنابك (4) رماك علي يا بن هند بجحفل (5) * فلو لم يفته كنت أول هالك فكانت له في يومه عند ظنه * وفي كل يوم أسود (6) اللون حالك وكانت بحمد الله في كل كربة * حصونا وعزا للرجال الصعالك ونحن خصبنا البيض من حي حمير (3) * وكندة والحي الخفاف السكاسك وعك ولخم سائلين سياطهم * حذار العوالي كالإماء العوارك (8) فقلنا حماة الشام لا در درهم * بسمر العوالي والسيوف البواتك يماتون قد ذاقوا الحمام وقد مضوا * على شر دين في جحيم المهالك قال: وجاء الليل فحجز بين الفريقين، فجعل أبو سماك الأسدي يجول في التقلى ومعه إداوة من ماء وشفرة قد وضعها في حجزته، فإذا وجد الرجل الجريح وبه رمق يقعده ويقول: من أمير المؤمنين؟ فإن قال: علي بن أبي طالب غسل عنه الدم وسقاه من مائه، وإن سكت وجأه بالشفرة أبدا حتى يموت.