بالغيب من مكان بعيد (1)، ولكنك ملت إلى الدنيا، وشئ كان في نفسك على زمن سعد بن أبي وقاص.
فبلغ معاوية قول الرجلين، فبعث إلى جرير فزجره (2) ولم يدر ما أجابه أهل الشام، وكتب جرير إلى شرحبيل (3):
شرحبيل يا ابن السمط لا تتبع الهوى فما لك في الدنيا من الدين من بدل وقل لابن حرب مالك اليوم حرمة تروم بها ما رمت، فاقطع له الأمل (4) شرحبيل إن الحق قد جد جده وإنك مأمون الأديم من النغل فأرود ولا تفرط بشئ نخافه عليك، ولا تعجل فلا خير في العجل (5) ولا تك كالمجري إلى شر غاية فقد خرق السربال واستنوق الجمل وقال ابن هند في علي عضيهة ولله في صدر ابن أبي طالب أجل وما لعلي في ابن عفان سقطة بأمر، ولا جلب عليه، ولا قتل (6)