يعرفه، فدنا منه وقال له: جزاك الله منذ اليوم عن أمير المؤمنين عليه السلام وجماعة المسلمين خيرا. فعرفه الأشتر فقال: يا ابن جمهان، أمثلك يتخلف اليوم عن مثل موطني هذا الذي أنا فيه؟ فتأمله ابن جمهان فعرفه، وكان الأشتر من أعظم الرجال وأطوله (1)، إلا أن في لحمه خفة قليلة - قال: جعلت فدك، لا والله ما علمت مكانك حتى الساعة، ولا أفارقك حتى أموت. قال: ورآه (2) منقذ وحمير ابنا قيس الناعطيان (1) فقال منقذ لحمير: ما في العرب رجل مثل هذا إن كان ما أرى من قتاله على نيته. فقال له حمير: وهل النية إلا ما ترى؟ قال: إني أخاف أن يكون يحاول ملكا.
نصر، عن عمر (4)، عن فضيل بن خديج، عن مولى الأشتر قال: لما اجتمع إلى الأشتر عظم من كان انهزم من الميمنة حرضهم فقال لهم: " عضوا على النواجذ من الأضراس، واستقبلوا القوم بهامكم، فإن الفرار من الزحف فيه سلب العز، والغلبة على الفيئ، وذل المحيا والممات، وعار الدنيا والآخرة (5)). ثم حمل عليهم حتى كشفهم فألحقهم بصفوف معاوية (6) بين صلاة العصر والمغرب.
نصر، عن عمر، عن محمد بن إسحاق، أن عمرو بن حمية الكلبي خرج يوم صفين وهو مع معاوية يدعو للبراز.