فلما انتهى الكتاب إلى جرير أتى معاوية فأقرأه الكتاب، فقال: [له] يا معاوية، إنه لا يطبع على قلب إلا بذنب، ولا يشرح [صدر] إلا بتوبة (1)، ولا أظن قلبك إلا مطبوعا. أراك قد وقفت بين الحق والباطل كأنك تنتظر شيئا في يدي غيرك ". فقال معاوية: " ألقاك بالفيصل أول مجلس إن شاء الله ".
فلما بايع معاوية أهل الشام وذاقهم قال: " يا جرير ألحق بصاحبك ". وكتب إليه بالحرب (2)، وكتب في أسفل كتابه بقول كعب بن جعيل:
أرى الشام تكره ملك العراق * وأهل العراق لها كارهونا (3) وكل لصاحبه مبغض * يرى كل ما كان من ذاك دينا