وقعة صفين - ابن مزاحم المنقري - الصفحة ٥٥٤
إذا فاز دوني بالمودة مالك (1) * وصاحبه الأدنى عدي بن حاتم وفاز بها دوني شريح بن هانئ * ففيم ننادي للأمور العظائم ولو قيل من يفدي عليا فديته (2) * بنفسك يا طلب بن قيس بن عاصم لقلت نعم تفديه نفس شحيحة * ونفدي بسعد كلها حي هاشم نصر: عمرو بن شمر، عن جابر الجعفي قال: سمعت تميم بن حذيم (3) الناجي يقول: لما استقام لمعاوية أمره لم يكن شئ أحب إليه من لقاء عامر بن واثلة، فلم يزل يكاتبه ويلطف حتى أتاه، فلما قدم ساءله عن عرب الجاهلية. قال:
ودخل عليه عمرو بن العاص ونفر معه فقال لهم معاوية: تعرفون هذا؟ هذا فارس صفين وشاعرها؟ هذا خليل أبي الحسن. قال: ثم قال: يا أبا الطفيل، ما بلغ من حبك عليا؟ قال: " حب أم موسى لموسى ". قال: فما بلغ من بكائك عليه؟ قال: " بكاء العجوز المقلات (4)، والشيخ الرقوب (5).
إلى الله أشكو تقصيري " فقال معاوية: ولكن أصحابي هؤلاء لو كانوا سئلوا عني ما قالوا في ما قلت في صاحبك. قال: " إنا والله لا نقول الباطل ": فقال لهم معاوية: لا والله ولا الحق. قال: ثم قال معاوية: هو الذي يقول:
إلى رجب السبعين تعترفونني * مع السيف في خيل وأحمى عديدها (6) وقال معاوية: يا أبا الطفيل، أجزها. فقال أبو الطفيل:
زحوف كركن الطود كل كتيبة * إذا استمكنت منها يفل شديدها

(1) مالك، هو مالك بن الحارث، المعروف بالأشتر النخعي. وفي الأصل: " هالك " (2) في الأصل: " ولو قيل بعدي من علي " صوابه ما أثبت.
(3) الوجه فيه: " بن حذلم " كما سبق في ص 169، 245.
(4) المقلات: التي لا يبقى لها ولد. وفي الأصل: " الملغاة " تحريف.
(5) الرقوب: الذي لا يبقى له ولد.
(6) الإجازة هنا تقتضي أن يكون " عديدها " بالرفع، فيبدو أن في البيت تحريفا
(٥٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 549 550 551 552 553 554 555 556 557 558 559 ... » »»
الفهرست