لله ولكم، فإنه من علينا بما هو أهله أن نشكر فيه آلاءه وبلاءه ونعماءه قولا (1) يصعد إلى الله فيه الرضا، وتنتشر فيه عارفة الصدق، يصدق الله فيه قولنا، ونستوجب فيه المزيد من ربنا، قولا يزيد ولا يبيد، فإنه لم يجتمع قوم قط على أمر واحد إلا اشتد أمرهم، واستحكمت عقدتهم. فاحتشدوا في قتال عدوكم: معاوية وجنوده، فإنه قد حضر. ولا تخاذلوا، فإن الخذلان يقطع نياط القلوب، وإن الإقدام على الأسنة نجدة وعصمة، لأنه لم يمتنع (2) قوم قط إلا رفع الله عنهم العلة، وكفاهم جوائح الذلة (3)، وهداهم إلى معالم الملة.
والصلح تأخذ منه ما رضيت [به] والحرب يكفيك من أنفاسها جرع (4) ثم قام الحسين بن علي خطيبا، فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله، ثم قال:
يا أهل الكوفة أنتم الأحبة الكرماء، [و] الشعار دون الدثار، جدوا في إحياء ما دثر بينكم، وإسهال ما توعر عليكم، وألفة ما ذاع منكم (5).