الآية (وأما السائل فلا تنهر)، ذلك هو أبو بكر، واما عمر (1) فكان عندما يعييه الجواب يهوي على السائل بالسب والضرب، وحتى حبس سائلا عن آية قرآنية بعد أن أوجعه ضربا وهو من اشراف قومه، ثم كان يخرجه كل يوم ويأمر بضربه ثم نفاه إلى عامله وأمره بضربه وعدم قبول شهادته حتى مات، وسيأتي تفصيل ذلك في اعمال عمر وقد عجز أبو بكر عن تفسير الكلالة ولم يعرف معنى الأب في الآية (وفاكهة وأبا) وهو القائل: أقيلوني فلست بخيركم.
وكلاهما عجزا عن تفسير أكثر ما سئلا عنه وقد كان عمر يعجز عن الإجابة عن أكثر الأشياء، وكانت أكثر اعماله واحكامه تخالف الشريعة، وكان يضطر في أكثر الأحيان للاعتراف بعجزه حتى امام النساء حتى قال: (حتى النساء أفقه منك يا عمر).
فمن كانت سابقته تلك أكثرها مشركا وفي الحروب ليس له أثره وفي العلم كذلك، وأعماله متناقضة، أيساوي من أجمعت على أفضليته الأمة، ونص عليه الله ورسوله، ولم يسبق زمن رسول الله وبعده ان يطعن فيه حتى عمر الذي قال فيه مرارا: لولا علي لهلك عمر. وقال فيه: لو وليها الأصلع لسلك بكم السبيل، ونراه في نهج البلاغة كيف ينتخب ولاته وكيف يدربهم وكيف يوصيهم وكيف يكون قدوة لغيره حتى اعترف به ألد أعدائه. وسيأتيك ما صرح به معاوية وعمرو بن العاص، وقد رأينا كيف امتدحه القرآن ورسول الله وعمر، وكيف كانت سيرته في جميع حياته، وقد قلنا: إن الناس على دين ملوكهم. وقد رأيناه كيف امتنع من تعيين معاوية بل من ابقائه واليا على الشام عندما أشار عليه ابن عمه عبد الله بن عباس فأبى ان يبقي مثل معاوية ولو يوما واحدا من قبله، وكيف يرضى علي أن يولي فاجرا فاسقا منافقا أمثال معاوية وعمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة واضرابهم؟