والحسد والمكيدة والخيانة وأطلق كلمة أراد بها باطلا على لسان أحد تلك العصبة المتآمرة كلمته التي القى بها الفتنة وكان هو وبضعة افراد على أهبة الاستعداد لتنفيذ مؤامرتهم فقال إن الرجل ليهجر حسبنا كتاب الله وما كاد يقولها حتى تلقفها أعوانه وأحدثوا ضوضاء باحوا بها عن أغراضهم كما صرح بعدها عمر في زمن خلافته لابن عباس قائلا: انما أراد رسول الله ان يكتب عهدا كتابة إلى علي فمنعته. لقد كان رسول الله الذي لا ينطق عن الهوى، لا يفرق عليه القول في حال الصحة والمرض لأنه انما ينطق عن الله وانما خالفوا الله في أوامره ونواهيه وقد ضلوا طريق الهداية والصراط المستقيم. فهل هجر رسول الله عندما أراد أن لا يضلوا أم هجر أبو بكر حينما أراد كتابة العهد فأغمي عليه حتى أتم العهد عثمان لعمر فكان جزاؤه ان كتب عمر له العهد باسم الشورى وقدمها لقمة سائغة لبني أمية حينما ثبت اقدامهم منذ عهد أبي بكر بتولية أبي بكر لأبناء أبي سفيان في ارض الشام، ولابن النابغة في مصر ولأزنى ثقيف، المغيرة بن شعبة واضرابهم، في حين قد منع الحديث بقوله: عندنا كتاب الله.
نعم أراد بها ترك الحديث بل ترك سنن رسول الله وفضائل ذريته والأحاديث النازلة فيهم وما جاء في علي من الوصايا والفضائل وما يمكن ان يفضح خططهم، لأن رسول الله قد أوضح كل شئ بعده وعمر هو الذي اعترض على خالد في قتله مالك بن نويرة وافراد عشيرته المسلمين ونزوه على زوجته وثبت له ذلك وطلب حده فكانت النتيجة أن يعطي أبو بكر خالدا وساما: انه أسد الله، وفي الوقت نفسه ثبت له ان مالكا وجماعته كانوا مسلمين وعلى هذا الأساس أراد اعطاء الدية لأخيه، وهكذا يلعبون بمقدرات الاسلام وهو الذي باعتراف عمر ان بيعة أبي بكر كانت فلتة وقى الله المسلمين شرها فأثبت بطلان خلافة أبي بكر وجميع اعماله، وهو الذي قال عن رسول الله: انه يهجر بيد انه يثبت بعدها خلافته