الله وفي الخارج وقد برهن رسول الله كرارا ومرارا على تخلفهم وفرارهم في أشد الوقائع والحروب، انهم لا خير في شجاعتهم ولكنهم في السلم ذوو ألسنة حداد، الا تكفينا بدر وأحد والأحزاب والحديبية وخيبر وحنين، فرارهم ولواذهم مرة بالعريش وأخرى برؤوس الجبال وثالثة سبب اندحار جميع الجيش في خيبر وفي كل مرة كان علي هو العاصم والمنقذ حتى تراهم في صلح الحديبية قد قام عمر وقد أزبدت شدقاه انهم يريدون الحرب وان المصالحة ذلة لهم وقد بدأ يعترض على رسول الله ويشكك في رسالته فأذن لهم بالحرب بعد أن بين لهم ضعفهم، فإذا بهم جميعا أدبروا والأعداء وراءهم يتعقبونهم ورسول الله يشاهد ذلك فيقول لعلي: رد القوم فسل حسامه فما أبصر المشركون عليا إلا وعادوا، ويوم الخندق وقد برز إليهم عمرو بن عبد ود العامري بعد أن عبر الخندق وكان وحده يكفي ليقضي عليهم لولا أبو الحسن، وقد رد علي القوم بضربته التي قضت على الحرب واندحر به الشرك فكانت ضربته تساوي عبادة الثقلين، ويوم حنين إذ بلغت القلوب الحناجر وظنوا بالله الظنون كان علي وحده الذاب وعمه العباس اللازم بزمام فرس النبي وثلاثة أو خمسة آخرون من بني هاشم يحيطون برسول الله حتى شاء الله ان ينصرهم ويبرهن على ضعفهم، وفي كل مرة يبرهن رسول الله على ضعفهم ويبرهنون بالاعتراف على جهلهم، وتراهم في آخر جولة يؤمر عليهم شابا لم يبلغ العشرين من العمر وهو أسامة ليبرهن على قلة حنكتهم وتدبيرهم، واعترضوا وأصروا، فخطبهم ولعن من تأخر عن جيش أسامة، وقد ظهر فيما بعد انها كانت مدبرة من حزب من الرجال والنساء النساء تراقب بيت رسول الله وحاله وتتجسس للرجال وتدس لهم الاخبار بين الفينة والفينة، ورغم لعن رسول الله لمن تأخر فقد تأخروا ورسول الله لا تخفى عليه نواياهم ومكائدهم ويدري بانقلابهم فأراد أن يبرهن على سوء نواياهم حينما أراد دواة وبياضا ليكتب لهم عهدا لن يضلوا بعده ابدا، هنا كشر الشيطان عن وجهه المملوء بالحقد
(٣٣٩)