أبا بكر ندم وهو في الصلاة وتراه يتكلم قبل التشهد قائلا ثلاث مرات: (لا يفعلن خالد ما امرته به) ثم ينهي صلاته فأصبحت تلك سنة لجواز التكلم في الصلاة لان خليفة رسول الله عمل ذلك، فانظر إلى المنكرات المتتالية، وبعدها ماذا؟ نعم اقصاء علي وآل بيت رسول الله عن توليه حتى شبرا واحدا، وتوليه ألد أعدائهم من الطلقاء ومن أولئك الذين وترهم علي في حربهم يوم كانوا مشركين ولا زالوا باطنا على شركهم وبغضهم لآل رسول الله والمؤمنين. ولم يكتفوا بهذا بل مهدوا لهم سبيل الملك والظلم، ويقص التاريخ لنا ما جنوا على آل بيت رسول الله من القتل والسبي والنهب لشيعتهم ومواليهم وصحابة رسول الله ومدينته وكعبته فتبا لهم، ولمن أسس أساس الظلم لآل بيت رسول الله، وأسقم الاسلام ودس فيه النفاق والشقاق والتفرقة والبغضاء والعداء، حتى أصبح الاسلام على ما هو عليه اليوم. إذ لو تصفحنا الانتخابات في العالم حتى الزائفة منها لم نجد مثل هذا الانتخاب قط ابدا بين ثلاثة أو أربعة والأمة الاسلامية بما فيهم من الصحابة المقربين وآل بيت الرسالة والجيش الذي هو على أبوب المدينة بما يجمعه من المهاجرين والأنصار، الجميع في غفلة عنه رغم قربهم منه. وعمر هو الذي جاء دار رسول الله وجميع بني هاشم ونخبة الصحابة مجتمعون فيه فلم يخبر أحدا منهم ولم يخبر باقي أهل المدينة وبعدها التظاهر في الطرق والأسواق لجلب العامة وغيرهم لمبايعة أبي بكر. وهل كانت المدينة سوى مدينة من مدن الحجاز واليمن والجزيرة العربية والجميع في غفلة عن هذا، النظر إلى هذا التحدي وكيف استنكر الجميع ذلك، الجيش وأميره أسامة والزبير وطلحة وباقي الصحابة. وبنو هاشم الذين كانوا قائمين بتجهيز رسول الله، واستغراب أبي سفيان العائد بالأموال التي جلبها من مكة وحواليها، وكيف حرض بني هاشم للقيام حتى أعطيت له تلك الأموال رشوة، كما وأعطيت له الوعود بحصة من الملك وذلك ما كان، أي انتخاب هذا الذي أجمعت عليه الأمة بالقهر والخديعة والرشوة والمكر والفتك. وان صح الاجتماع
(٣٠٨)