من العهد والوصية الخطية امام رسول الله وقد كان أوعى وأصحى من حال أبي بكر في مرض موته يوم أغمي عليه وأكمله عثمان في كتابة عهده لعمر.
وهكذا ترى النعرة الجاهلية لا تزال تتجه إلى الشرك والنفاق وتحيد عن الحق وتبدل أوامر الله ورسوله. سبحان الله حين يقول: (وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون). وقول الشاعر: أريد حياته ويريد قتلي، أهذا جزاء رسول الله؟ أهذا جزاء عترته يوم قال: إني مخلف فيكم كتاب الله وعترتي. ويوم نزلت الآية الكريمة (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) يعني الهجوم على دار أهل بيتي وجمع الحطب لإحراقه وارعاب سيدة نساء العالمين وسيدي شباب أهل الجنة وأخذ وصيه حاسر الرأس حافي القدمين إلى أحد مواليه الذين بايعه قبل شهرين لإرغامه على أن يبايعه. فمن هم أضل سبيلا؟ أقوم موسى حينما خلف فيهم هارون واتبعوا السامري أم قوم محمد حينما قاموا بعد رسول الله وكانت هذه اعمالهم وتلك نتائجهم حتى اضطر إلى أن يذكرهم علي وهم يسحبونه: " أنا عبد الله وأخو رسوله "، ثم رمى بنفسه على قبر رسول الله باكيا قائلا: " يا بن أم ان القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني " ماذا جناه علي وماذا جنته الزهراء وما جناه الحسن والحسين أهذا جزاء رسول الله أو هذا مبلغ ما أسداه عليكم من الرحمة والاحسان لبئس ما خلفتموه في أهله. أهكذا تنقضون عهد الله وعهد رسوله:
(والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما امر الله به ان يوصل ويفسدون في الأرض أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار).