وللتأكد من صحة ما أقول نراجع أجل علماء العامة من السنة والجماعة كالامام الثقة حسين مبيدي في شرح الديوان حيث يقول: ان أول فتنة وقعت في الاسلام كانت في محضر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في مرض موته إذ أراد أن يوصي ومانعه عمر وقام النزاع بين الفريقين واختلاف الكلمة بين المسلمين، وهكذا العلامة الشهرستاني في المقدمة الرابعة من كتاب الملل والنحل حيث يقول: ان أول خلاف وقع بين المسلمين هو منذ ممانعة عمر من طلب رسول الله للدواة والبياض لكتابة الوصية كما أشار ابن أبي الحديد لهذا في ج 2 ص 653، ولماذا لا يكون ذلك، فرسول الله معصوم ولا تفارقه العصمة في أفعاله وأقواله حتى الموت، لا سيما كما نجد من طلبه انما كان دالا من فحواه على الرشاد والهداية ومنع الضلال، وبهذا خالف عمر رسول الله وخالف الله واثبت هذه في اعماله التي تلت ذلك بعد موت رسول الله والتجري على رسول الله في حياته أخص منها ساعة الموت فإنه قد وجه اضعاف ذلك إلى عترته ووصيه وخليفته بإقصائهم عن حقوقهم وتقديم حقوقهم إلى ألد أعدائهم من آل أمية وغيرهم، وكان المدبر لكل تلك الأعمال انما هو صاحبه أبو بكر ويشد أزره جماعة بدأها أبو عبيدة الجراح وسالم مولى أبي حذيفة. وحق لبني أمية أن يحيوا لعمر وأبي بكر آثارا ما أنزل الله بها من سلطان، وان يطمسوا حقائق من كتاب الله وسنة رسوله تلك التي تثبت مخازيهم ومنكراتهم، وقد خلقوا بذلك فضائل ودسوا مفاخر وكرامات هي أبعد عن أهلها
(٢٥٦)