وكان مشركا يرعى غنما له في واد يقال له إضم (1) فخرج نبي الله صلى الله عليه وسلم من بيت عائشة رضي الله تبارك وتعالى عنها ذات يوم، وتوجه قبل ذلك الوادي فلقيه ركانة وليس مع النبي صلى الله عليه وسلم أحد، فقام إليه ركانة فقال: يا أحمد أنت الذي تشتم [آلهتنا] (2) اللات والعزى، وتدعو إلى إلهك العزيز الحكيم، ولولا رحم بيني وبينك ما كلمتك الكلام - يعني حتى أقتلك - ولكن ادع إلهك العزيز الحكيم ينجيك مني اليوم وسأعرض عليك أمرا، هل لك أن أصارعك وتدعوا إلهك العزيز الحكيم يعينك (3)؟ وأنا أدعو اللات والعزى؟ فإن أنت صرعتني فلك عشر من غنمي هذه تختارها.
فقال عند ذلك نبي الله صلى الله عليه وسلم: إن شئت، فاتعدا (4)، ودعا نبي الله صلى الله عليه وسلم إلهه العزيز الحكيم أن يعينه على ركانة، ودعا ركانة اللات والعزى: أعني على محمد، فأخذه النبي صلى الله عليه وسلم فصرعه وجلس على صدره.