وخرج أبو نعيم (١) من طريق أبي بكر بن أبي شيبة، حدثنا عبد الله بن موسى، حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق، عن حارثة بن مضرب، عن علي بن أبي طالب رضي الله تبارك وتعالى عنه، وذكر وقعة بدر، قتلنا منهم سبعين وأسرنا سبعين، قال: فجاء رجل من الأنصار فصير بالعباس أسيرا، فقال العباس: يا رسول الله إن هذا والله ما أسرني لقد أسرني رجل أجلح من أحسن الناس وجها على فرس أبلق، وما أراه في القوم، فقال الأنصاري: أنا أسرته يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد أيدك الله بملك كريم.
ومن طريق عبد الله بن المبارك قال: حدثني جرير بن حازم، عن علي ابن زيد، عن يوسف بن مهران، عن ابن عباس رضي الله تبارك وتعالى عنه قال: قلت لأبي: يا أبت كيف أسرك أبو اليسر ولو شئت لجعلته في كفك؟ قال:
يا بني! لا تقل ذلك لقد لقيني وهو أعظم في عيني من الحندمة (٢).
ومن طريق محمد بن إسحاق، عن ابن أبي نجيح، عن عطاء عن ابن عباس قال: لما نزلت ﴿يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسر﴾ (3) كان العباس يقول: في نزلت هذه الآية حين أخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسلامي فسألته أن يحاسبني بالعشرين أوقية التي أخذت مني فأبى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأعطاني بالعشرين أوقية عشرين عبدا كلهم تاجر بمال معه في يده معها أرجو مغفرة الله ورحمته.
وعن الكلبي، عن أبي صالح، عن بن عباس، عن جابر، عن عبد الله ابن دياب قال: قال العباس في نزلت هذه الآية حين ذكرت لرسول الله صلى الله عليه وسلم إسلامي فسألته أن يقاضيني بالعشرين الأوقية التي أخذت مني فأبي فعوضني الله بها بعشرين عبدا كلهم تاجر يضرب بماله، ومعها أرجو رحمة الله تعالى ومغفرته (4).