إمتاع الأسماع - المقريزي - ج ١٢ - الصفحة ١٦٥
يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا * يا ويلتي ليتني لم أتخذ فلانا خليلا * لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا) (١).
فقال عباس: القرابة صنعت هذا، فوالذي يحلف به العباس، لقد تركتني فقير قريش، وقد استودعت بنادق الذهب أم الفضل، ثم أقبلت إلي فقلت لها: إن قتلت فقد تركتك غنية ما بقيت، وإن أرجع فلا يهمنك شئ، فقال: إني أشهد أن الذي تقوله قد كان، وما اطلع عليه إلا الله قال: فأنزل الله تعالى على نبيه صلى الله عليه وسلم ﴿يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسرى إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما أخذ منكم﴾ (2) الآية فقال العباس حين نزلت (3): لوددت أنك كنت أخذت مني أضعافها، فأتاني الله خيرا منها (4).
* * *

(١) الفرقان: ٢٧ - ٢٩.
(٢) الأنفال: ٧٠، وتمامها: (ويغفر لكم والله غفور رحيم).
(3) (البحر المحيط): 5 / 352.
(4) (دلائل أبي نعيم): 476 - 477، حديث رقم (410) مختصرا، وقال الحافظ في (الفتح ): إسناده حسين، وأخرجه الإمام أحمد في (المسند): 1 / 1 58 - 582، حديث رقم (3300) من مسند عبد الله بن عباس رضي الله تبارك وتعالى عنهما.
(١٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 ... » »»
الفهرست