فقدانهم إياه، حتى قيل: اغتيل، استطير، إلا أن يكون المراد بمن فقده غير، الذي علم بخروجه (1).
وذكر البيهقي أيضا: من طريق موسى بن علي بن رباح، عن أبيه، عن عبد الله بن مسعود قال: استتبعني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن نفرا من الجن خمسة عشر، بني أخوه، وبني عم، يأتونني الليلة، فأقرأ عليهم القرآن، فانطلقت معه إلى المكان الذي أراد، فخط خطا وأجلسني فيه، وقال لي: لا تخرج من هذا، فبت فيه، حتى أتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم مع السحر، في يده عظم حائل، وروثة، وحممة، فقال لي: إذا ذهبت إلى الخلاء فلا [تستنج] بشئ من هؤلاء، قال: فلما أصبحت قلت: لأعلمن حيث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:
فذهبت فرأيت موضع مبرك ستين بعيرا (1).
وذكر أيضا من طريق يزيد بن هارون، قال: حدثنا سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدي، أن ابن مسعود أبصر زطا في بعض الطريق، فقال:
ما هؤلاء؟ فقالوا: هؤلاء الزط، قال: ما رأيت شبههم إلا الجن ليلة الجن، وكانوا مستنفرين يتبع بعضهم بعضا (1).
ومن طريق أبي الجوزاء، عن عبد الله [بن مسعود] قال: انطلقت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الجن حتى إذا أتى الحجون، فخط لي خطا ثم تقدم إليهم فازدحموا عليه، فقال سيد لهم يقال له: وردان: إني أنا أرحلهم عنك، فقال:
(إني لن يجيرني من الله أحد) (2).
ومن طريق المسعودي، عن قتادة، عن أبي المليح الهذلي، أنه كتب إلى أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود: أين قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم على الجن؟
فكتب إليه أنه قرأ عليهم بشعب يقال له: الحجون (3).
وخرج البخاري من حديث يحيى بن سعيد، قال: أخبرني جدي عن أبي هريرة رضي الله تبارك وتعالى عنه: أنه كان يحمل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم