(١) وتسمى أيضا [الأحاديث القدسية]، والحديث القدسي: هو ما رواه رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ربه تبارك تعالى على غير النسق القرآني، ونظمه، وإعجازه، ولكنه في نظمه وأسلوبه بسائر الحديث النبوي أشبه، وهو يعد في جملة السنة النبوية لكون راويه هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وله صيغ متعددة يعرف بها.
صيغة الحديث القدسي: أكثر الصيغ التي يعرف بها الحديث القدسي وأشهرها ما كان صريحا في بيان هذه النسبة، مثل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " وقال الله " أو " يقول الله: " أو " قال ربكم: " أو يقول ربكم " أو " أوحى الله " أو ما أشبه ذلك من الصيغ التي تثبت القول للرب تبارك وتعالى عن طريق إسناد فعل القول أو ما يؤدي معناه إسنادا صريحا إليه، وهناك صيغ أخرى يعرف بها الحديث القدسي عن طريق الدلالة، منها: ما رواه ابن حبان في صحيحه، عن أبي هريرة قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم: يؤتى بالموتيوم القيامة فيوثق على الصراط، فيقال: يا أهل الجنة، فينطلقوا خائفين وجلين أن يخرجوا من مكانهم الذي هم فيه، ثم يقال: يا أهل النار، فينطلقوا فرحين مستبشرين أن يخرجوا من مكانهم الذي هم فيه، فيقال: هل تعرفون ذلك؟ فيقولون: نعم ربنا، فيقال: هذا الموت فيؤمر به فيذبح على الصراط، ثم يقال للفريقين كليهما: خلود ولا موت فيه أبدا.
ففي هذا الحديث يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فيقال " هكذا على من لم يسم فاعله، فلم يحدد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الذي نادى أهل الجنة وأهل النار فسألهم جميعا عن الموت قائلا لهم: " هل تعرفون ذلك؟ " فلم نعرف هل هو الحق تبارك وتعالى؟ أم هو ملك من ملائكته؟ حتى ورد في الحديث جواب أهل الجنة وأهل النار لهذا السائل قائلين: " نعم ربنا " فدل جوابهم هذا على أن الذي خاطبهم بالنداء والسؤال هو المولى عز وجل، فعرفنا حينئذ أن الحديث قدسي بهذه الدلالة.
مكان الحديث القدسي: الحديث القدسي مبثوث في مدونات السنة ومصنفاتها المختلفة من مسانيد وسنن، ومعاجم وجوامع وغيرها، لا يتميز دون سائر أحاديثها في باب مستقل، أو موضع محدد.
أهم المؤلفات في الحديث القدسي:
* كتاب (مشكاة الأنوار فيما روي عن الله سبحانه من الأخبار) للشيخ محي الدين بن عربي.
* كتاب (الاتحافات السنية في الأحاديث القدسية) للشيخ محمد المدني.
* كتاب (الأحاديث القدسية) إعداد لجنة القرآن والحديث بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالقاهرة.